لذلك -أيها الإخوة- ينبغي أن نحرص على تلاوة القرآن في هذا الشهر المبارك، شهر القرآن، وأنه –يعني- على الأقل أن يختمه المسلم الحدَّ الأدنى ختمةً واحدة، هذا الحد الأدنى، وهناك من يختمه عدة ختمات. والآثار عن السلف في ذلك عجيبة، عثمان رُوي عنه أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل يوم ختمةً[1].
الإمام الشافعي استفاض في تراجمِ مَن تَرْجموا له أنه يختم القرآن في رمضان ستين ختمة؛ يعني في اليوم والليلة ختمتين[2].
وكنت أظن أن هذا مبالغٌ فيه، حتى ذهبت لمقرأة قرآنية، فوجدت فيها أناسًا يختمون القرآن في اليوم والليلة ختمتين، وهم أحياء يرزقون.
لأن الماهر بالقرآن يستطيع أن يختم القرآن في قرابة سبع ساعات أو سبع ساعات ونصف، لكن القرآن على لسانه في كل مكان، يقرأ القرآن على لسانه في كل وقت، في كل مكان.
وكذلك أيضًا رُوي عن عددٍ من السلف أنهم يختمون القرآن في كل يوم ختمة، وبعضهم في كل يومين ختمة.
وأما حديث: لا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث[3]؛ فأولًا: في سنده مقال، وعلى تقدير ثبوته فكما قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: إنه يُستثنى من ذلك الأوقات الفاضلة مثل رمضان.
وأعرف أناسًا أحياء يرزقون -لولا أنهم لا يرغبون التصريح بأسمائهم لذكرت بعضهم- يختمون القرآن في رمضان كل يوم ختمة. هذا فضل الله، وفضل الله يؤتيه من يشاء.
فينبغي لك أخي المسلم أن تحرص على الإكثار من تلاوة القرآن، وأن تختمه عدة ختمات.