logo
الرئيسية/مقاطع/معنى قول النبي ﷺ: (إن وسادتك لعريض)

معنى قول النبي ﷺ: (إن وسادتك لعريض)

مشاهدة من الموقع

وقوله: إن وسادَتَك لعريض[1]، وفي الرواية الأخرى: إن وسادك لعريض[2]؛ بعض العلماء قال[3]: إن مقصود العرب إذا قالوا لأحد: "إن وسادك لعريض"؛ يعني يريدون الغباوة، يعني: إنك غبي. ولكن هذا بعيد، لا يمكن أن النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول هذا لصحابي[4].

قالوا: العرب يقولون للغبي: "إن وسادك عريض"؛ يعني بسبب طول الرقبة، يقولون: من كان طويل الرقبة يكون هناك مسافة ما بين الرأس والقلب، فيغلب عليه البلادة والغباوة، بخلاف من كان قصير الرقبة.

ولكن الواقع بخلاف ذلك؛ تجد أحيانًا من كان قصير الرقبة وليس ذكيًّا، وتجد من هو طويل الرقبة وذكي.

ويبعد جدًّا أن مقصود النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا المعنى، وإنما مقصود النبي -عليه الصلاة والسلام- يعني يقول: إن وسادتك عريضة، هذه الوسادة التي وَسِعَت الخيط الأبيض والخيط الأسود، فهي وسادة -يعني- عريضة، كأنها على عرض الأفق؛ لأن معناه: أن وسادته على عرض الأفق؛ إذن تكون وسادتك عريضة؛ لأن المقصود بياض النهار من سواد الليل، فهذا يحتاج إلى وسادة عريضة جدًّا.

هذا هو المقصود، وليس المقصود المعنى الذي ذكره بعض العلماء من البلادة أو الغباوة؛ لأنه معروفٌ حُسْنُ خُلُقِ النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأنه لم لكن يتكلم بمثل هذا الكلام لأحد أصحابه، ولكن مقصوده إن وسادك لعريض: إذا كانت هذا الوسادة ستسع عرض الأفق؛ لأن المقصود بياض النهار من سواد الليل، وهو إنما يكون في عرض الأفق. فهذا هو المعنى الصحيح لهذه الكلمة: إن وسادك أو وسادتك لعريض.

^1 رواه مسلم: 1090.
^2 رواه البخاري: 4509.
^3 ينظر: "تفسير الكشاف" للزمخشري: 1/ 231.
^4 ينظر: "شرح النووي على صحيح مسلم": 7/ 201.
zh