شروط صحة الاعتكاف
الأول:
لحديث: إنما الأعمال بالنيات[1].
الشرط الثاني؛ قال:
فلا يصح الاعتكاف من كافر؛ لأن الاعتكاف عبادة، والعبادة لا تصح من الكافر.
الثالث؛ قال:
فغير العاقل غير مكلف ومرفوع عنه القلم، فلا يصح الاعتكاف منه.
الرابع:
ولاحِظ أن المصنف هنا لم يقل: “والبلوغ”، وهذا فيه إشارة إلى أن الاعتكاف يصح من الصبي المميز.
لحديث عائشة: لا أُحِلُّ المسجد لحائض ولا جنب[2]. وهذا الحديث وإن كان في سنده مقال، لكن له طرق متعددة يشد بعضها بعضًا.
وهذا من أهم شروط صحة الاعتكاف؛ يشترط لصحة الاعتكاف أن يكون بمسجد.
وهذه المسألة -يعني- احتاج الناس للكلام عنها لمَّا أتت جائحة كورونا وصار الحَجْر ولزم الناس بيوتهم، أصبح الناس يسألون: هل يشرع الاعتكاف داخل البيوت؟
الجواب: لا يشرع؛ لأن من شروط صحة الاعتكاف أن يكون في مسجد، وإن كان هناك بعض طلبة العلم قالوا: إنه يصح الاعتكاف. لكن هذا قول غير صحيح؛ من شروط صحة الاعتكافِ المسجدُ بالإجماع، إلا عند الحنفية بالنسبة للمرأة، سيأتي الكلام عنه.
قال[3]:
لأن الجماعة واجبة، فلا بد أن يكون المسجد مما تقام فيه الجماعة.
وأما بالنسبة للمرأة، فيشترط أيضًا لصحة اعتكافها الشروطُ السابقة، إلا أنه لا يشترط أن يكون المسجد مما تقام فيه الجماعة؛ لأن المرأة لا تجب عليها الجماعة.
وهل يجوز للمرأة أن تعتكف في مسجد بيتها؟
الحنفية أجازوا ذلك، والجمهور على منعه[4]. والصواب أنها ليس لها أن تعتكف في بيتها، ولو كان سائغًا لأذن النبي لأزواجه بذلك، وأزواجه كن يعتكفن في المسجد.
فإن تيسر مكان في المسجد تعتكف فيه المرأة، وأمنت الفتنة؛ شرع لها الاعتكاف، وإلا لا تعتكف؛ لأن من شروط صحة الاعتكاف أن يكون بمسجد.
ثم قال المصنف -رحمه الله-:
يعني: ما زيد في المسجد يأخذ حكم المسجد، والزيادة لها حكم المزيد؛ ولذلك فالمسجد النبوي القديم ما زال متميزًا ببنائه، لكنَّ المزيدَ له أكبرُ منه بعدة مرات، لكنه يأخذ حكمه. فالزيادة لها حكم المزيد، وهكذا أيضًا الزيادة في المسجد الحرام تأخذ حكم المسجد الحرام، فالزيادة لها حكم المزيد.
فمثلًا؛ لو أن هذا الجامع عُمل له توسعة، فهذه التوسعة يجوز الاعتكاف فيها.
قال:
يعني: سطح المسجد يأخذ حكم المسجد؛ لو كانت غرفة في سطح المسجد يصح الاعتكاف فيها.
الرحبة معناها الساحة؛ يعني ساحة المسجد الخارجية، هل يصح الاعتكاف فيها؟
الجواب: يصح بشرط أن تكون محوطة بسور المسجد، أما إذا كانت مفتوحة، ليست محوطة بسور المسجد؛ لا يصح الاعتكاف فيها. فبعض الساحات تكون مفتوحة؛ هذه لا يصح الاعتكاف فيها، لكن لو كانت محوطة بسور المسجد؛ يصح الاعتكاف فيها.
المنائر قديمًا كانت داخل المسجد؛ فلذلك نجد أن الفقهاء يقولون: إنه يصح الاعتكاف داخل المنارة.
لكن في وقتنا الحاضر أصبحت المنائر خارج المساجد؛ فإذا كانت المنارة خارج المسجد لا يصح الاعتكاف فيها، وإذا كانت الغرف الموجودة في المساجدِ الأصلُ أنها إذا كانت محاطة بسور المسجد فهي من المسجد ويصح الاعتكاف فيها.