الرئيسية/مقاطع/حكم تهنئة الكفار بأعيادهم
|categories

حكم تهنئة الكفار بأعيادهم

مشاهدة من الموقع

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فتهنئة الكفار بأعيادهم الدينية هذا محرمٌ ولا يجوز، وقد حُكي إجماع العلماء على ذلك، ومن ذلك هذه المناسبة؛ لأنها مناسبةٌ دينيةٌ، فهي احتفال بميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، على خلافٍ هل هذا فعلًا هو وقت ميلاده، أو أن وقت ميلاده ليس هذا هو الوقت، وإنما هو في الصيف.

فالتهنئة بالأعياد الدينية للكفار هذا لا يجوز، وهذا محرمٌ شرعًا، على المسلم أن يعتز بإسلامه وبهويته الإسلامية، وألا يكون هناك انهزاميةٌ، وليس معنى عدم التهنئة الإساءة للكفار المسالمين؛ فإن الكفار المسالمين الله تعالى يقول عنهم: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8]، فبين الله تعالى أنه لا ينهى عن الإحسان للكفار المسالمين الذين لم يقاتلونا في الدين، ولم يخرجونا من ديارنا، فالله تعالى لا ينهى عن الإحسان إليهم؛ ولهذا قال: أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، فانظر كيف ختم الآية بقوله: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ؟! في هذا إشارةٌ إلى الحث على الإحسان والقسط إليهم، أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ، البر والإحسان، والقسط إليهم، وتأليف قلوبهم؛ لأن غير المسلمين إذا رأوا حسن التعامل من المسلمين؛ تتألف قلوبهم، ويحبون الإسلام؛ ولذلك نجد أن الإسلام دخل بعض دول العالم؛ كدول جنوب شرق آسيا، دخلها لهذا السبب، لم يدخلها المسلمون بالسيف، إنما دخلوها عن طريق التجار المسلمين، فرأى غير المسلمين حسن التعامل من المسلمين، ورأوا صدقًا وأمانةً وأخلاقًا عاليةً، فأحبوهم وأحبوا دينهم، فانتشر الإسلام في تلك البلاد لهذا السبب.

مواد ذات صلة