الرئيسية/مقاطع/لماذا رتب الله تعالى على عبادة الصيام أجرا خاصا مِن عنده؟
|categories

لماذا رتب الله تعالى على عبادة الصيام أجرا خاصا مِن عنده؟

مشاهدة من الموقع

الله تعالى اختص بأن يأجر على الصيام أجرًا خاصًّا من عنده، ليس من باب الحسنة بعشر أمثالها، لا، أجرًا خاصًّا، الحسنة بعشر أمثالها: كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعفٍ، قال الله ​​​​​​​: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به [1].

وهذا يشمل صيام الفريضة وصيام النافلة؛ ولهذا أقول للإخوة الذين يحرصون على صيام النوافل: ما أعظم أجر هؤلاء، ما شاء الله! بعض الناس يوفق لعبادة الصيام، بعض الناس يصوم يومًا ويفطر يومًا، وبعضهم يصوم الاثنين والخميس، وبعضهم يصوم ثلاثة أيامٍ من الشهر، صيام النوافل أيضًا فيه أجرٌ عظيمٌ، فيه ثوابٌ جزيلٌ، فقول الله ​​​​​​​: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يشمل صيام الفريضة وصيام النافلة.

السؤال: لماذا هذا التشريف والاختصاص للصوم، مع أن الصلاة مثلًا هي أفضل العبادات؟ لماذا قال الله ​​​​​​​: إلا الصوم، فإنه لي، وأن أجزي به؟

لكن الجواب الأحسن عن هذا: هو أن الصوم سرٌّ بين العبد وبين ربه؛ لأن الإنسان قد يكون في المكان الخالي لا يراه أحدٌ، بإمكانه أن يأكل وأن يشرب، هل هناك مراقبةٌ لَصِيقةٌ على الصائم طيلة النهار؟ أبدًا، هذا لا يمكن، على الأقل يدخل دورة المياه، يستطيع أن يأكل ويشرب، لن تجد أحدًا يراقب أحدًا طيلة نهاره، كون هذا الإنسان صام طيلة النهار، ولم يأكل ولم يشرب؛ مخافة الله وابتغاء الأجر والثواب من الله ، هذا يدل على عظيم إخلاصه ومخافته لربه، فكان الجزاء عظيمًا، بأن الله تعالى يجزي عليه جزاءً خاصًّا من عنده، فهو يَظهر فيه أثر الإخلاص والصدق مع الله ​​​​​​​، هذا هو السر في الصيام، سرٌّ بين العبد وبين ربه.

الصلاة: قد يصلي الإنسان يرائي، والزكاة قد يدفع الزكاة رياءً أو خوفًا مثلًا، ومثل ذلك الحج وجميع العبادات، لكن الصوم لا يمكن، لا يمكن أن يُراقَب الإنسان طيلة النهار من البشر، يعني كما ذكرت على الأقل سيدخل دورة المياه، ما يراه أحدٌ، يستطيع أن يأكل ويشرب، فكونه يمسك لا يأكل ولا يشرب طيلة نهاره؛ خوفًا من الله وابتغاء الأجر والثواب من الله سبحانه، هذا يدل على إخلاصه، وعلى عظيم صدقه مع ربه سبحانه، فكان الجزاء عظيمًا، وكان الثواب جزيلًا، فهو إذنْ عبادةٌ من أجل وأعظم وأشرف العبادات.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1904، ومسلم: 1151، واللفظ له.
مواد ذات صلة