logo
الرئيسية/مقاطع/قصة ابن كمال باشا (من فقهاء الحنفية) في طلب العلم

قصة ابن كمال باشا (من فقهاء الحنفية) في طلب العلم

مشاهدة من الموقع

وهنا قصةٌ عجيبةٌ لابن كمال باشا، المتوفى سنة تسعمئةٍ وأربعين للهجرة، ويلقب بـ”مفتي الثَّقَلين”، هذا عالمٌ من العلماء، ولكن ما قصة انتقاله وتحوُّله؟

قصةٌ عجيبةٌ! كان يعمل في الجيش في قطاع العسكر، ويَحكي هو عن قصته وعن كيفية انتقاله فيقول: إنه كان في الجيش السلطاني في ذلك الوقت، وخرج معهم في سفرٍ، في معية الوزير إبراهيم خليل باشا، وكان معهم أحد الأمراء، وهو المقدم على سائر الأمراء، يقول: وكنت واقفًا على قدميَّ قُدَّام الوزير، والأمير جالسٌ بجواره، إذ جاء رجلٌ رث الهيئة، فعظموه وأجلسوه عن يمين الوزير، مقدَّمًا على الأمير، يقول: فتعجبت، وتحيرت! وقلت: من هذا؟ قالوا: هذا رجلٌ من العلماء، فقلت: كيف يقدِّمونه؟! قالوا: إن العلماء مُعظَّمون ويُقدّمون، ولو لم يقدموه؛ لم يَرضَ الوزير، ولم يرض الأمير.

يقول: فتعجبت من ذلك وتفكرت في نفسي؛ لأني لن أبلغ مرتبة الأمير مهما عملت، لكن قد أبلغ مرتبة هذا العالم، فقررت أن أتحول للعلم، فلما رجعنا من السفر؛ رجعت لهذا العالم ولازمته ملازمةً شديدةً، وطفقت أطلب العلم، وتفقه حتى أصبح المفتي، ثم أصبح من أكابر العلماء، ثم أصبح يلقب بـ”مفتي الثقلين”، وله مؤلفاتٌ جيدةٌ، وهو من فقهاء الحنفية، اسمه: ابن كمال باشا، اقرءوا سيرته [1].

فانظر نقطة التحول في حياته، وهو هذا المنظر الذي رآه وتأثر به، وانتقل لطلب العلم الشرعي إلى أن أصبح من أكابر العلماء، وأصبح يُلقب بـ”مفتي الثقلين”.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية لطاشْكُبْري زاده: (ص 226-228)، ط دار الكتاب العربي – بيروت.
مواد ذات صلة
zh