الرئيسية/مقاطع/كيفية تبييت النية في الصيام
|categories

كيفية تبييت النية في الصيام

مشاهدة من الموقع

قال: “فمن خطر بقلبه ليلًا أنه صائمٌ؛ فقد نوى” [1].

مـجرَّد أنه يخطر بقلبه الصيام؛ يُعتبر قد نوى.

قال: “كذا الأكل والشرب بنية الصوم”.

يعني: لو تسحَّر مثلًا، يكون قد نوى؛ ولهذا قال ابن تيمية رحمه اللّه: “وأما المسلم الذي يعلم أن غدًا من رمضان، وهو يريد صوم رمضان؛ فهذا لا بد أن ينويه ضرورةً، ولا يحتاج أن يتكلَّم به” [2].

من كان يعلم أن غدًا من رمضان، وهو مسلمٌ يعتقد وجوب الصيام، وهو مريدٌ الصيام؛ فهذه نية الصوم، وهو حين يتعشى عشاءَ مَن يريد الصوم؛ ولهذا يفرِّق الناس بين عشاء ليلة العيد، وعشاء ليالي شهر رمضان.

ومَن علم أن غدًا من رمضان فقد نوى رمضان، إذا كان قد اعتاد صيام رمضان، مـجرد أن يعلم أن غدًا رمضان؛ فقد نوى؛ ولذلك: النية تتبع العلم، بل إن بعض العلماء يقول: لو كلفنا العمل بلا نيةٍ؛ لكان هذا من التكليف بـما لا يطاق [3].

أقول هذا؛ لأنه قد يوجد بعض الناس عندهم وسوسةٌ في النية في الصوم، عندهم وسواسٌ في هذا الباب، لا تشدد فيه، إذا علمتَ أن غدًا من رمضان؛ فأنت قد نويت، النية تتبع العلم.

قال: “ولا يضر إنْ أتى بعد النية بمنافٍ للصوم”.

يعني: لو نوى أن غدًا سيصوم رمضان، لكنه أكل أو شرب مثلًا في الليل أو نام، لا يضر.

“أو قال: إن شاء اللّه، غيرَ مترددٍ”.

قال: سأصوم غدًا إن شاء اللّه، تبركًا لا ترددًا، فهذا لا يضر.

“وكذا لو قال ليلة الثلاثين من رمضان: إنْ كان غدًا من رمضان ففرضي، وإلا فمفطرٌ”.

يعني: إذا قال ليلة الثلاثين من رمضان: إنْ كان غدًا من رمضان؛ فأنا صائمٌ، وإلا فأنا مفطرٌ، يقول المؤلف: إنه لا يضر، ويصح صومه، لماذا؟ لأن الأصل بقاء شهر رمضان وبقاء الصوم.

لكن “ويضره إن قاله في أوله”.

يعني: لو قال ليلة الثلاثين من شعبان: إن كان غدًا من رمضان؛ فأنا صائمٌ، وإلا فأنا مفطرٌ، يقول المؤلف: إن صومه لا يصح، لماذا؟ لأن الأصل بقاء شعبان.

ولكن هذا محل نظرٍ، والأقرب -واللّه أعلم- أنه إذا قال ليلة الثلاثين من شعبان: إن كان غدًا من رمضان..؛ فصومه صحيحٌ، لماذا؟ لأن تردده ليس ترددًا في النية، وإنـما ترددٌ في ثبوت الشهر.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 دليل الطالب لنيل المطالب لمرعي بن يوسف الكرمي: (ص 92)، ط دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض.
^2 مجموع الفتاوى: (18/ 263).
^3 الشرح الممتع لابن عثيمين: (2/ 294)، ط دار ابن الجوزي، وقال ابن تيمية: “فمتى علم العبد ما يفعله كان قد نواه ضرورة؛ فلا يتصور مع وجود العلم بالعقل أن يفعل ‌بلا ‌نية، ولا يمكن مع عدم العلم أن تحصل نية” مجموع الفتاوى: (22/ 232).
مواد ذات صلة