ولذلك في قصة الرجلين من بَلِيٍّ [1]، أحدهما قُتل في سبيل اللّه، والآخر مات بعده بسنةٍ، فرآهما أحد الصحابة في المنام، ورأى الذي مات بعده بسنةٍ أعلى درجةً في الجنة منه، فقيل للنبي عليه الصلاة والسلام: هذا مات شهيدًا، وهذا مات بعده بسنةٍ من غير شهادةٍ، فقال: أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعةٍ، أو كذا وكذا ركعةً، صلاة السنة؟ [2]، يعني: اجتمع عنده أعمالٌ كثيرةٌ في هذه السنة، صلى آلاف الركعات فيها، وصام رمضان، وعنده أعمالٌ صالحةٌ، فرفعته منزلةً عن الأول، مع أن الأول قُتل شهيدًا.
وهذا يدل على أن طول العمر مع حسن العمل من أعظم النعم؛ ولهذا لما سُئل النبي عليه الصلاة والسلام: مَن خير الناس؟ قال: من طال عمره وحسن عمله [3]، حديثٌ صحيحٌ.
فمن الأدعية العظيمة التي ينبغي أن تحرص عليها أن تقول: اللهم اجعلني ممن طال عمره وحسن عمله، لماذا؟ لأنك تكسب مع طول العمر حسناتٍ كثيرةً.