logo
الرئيسية/مقاطع/حكم الاعتماد على رؤية الهلال عن طريق تقنية سي سي دي

حكم الاعتماد على رؤية الهلال عن طريق تقنية سي سي دي

مشاهدة من الموقع

هناك الآن مسألةٌ أيضًا من المسائل المعاصرة، وهي من النوازل، وأنا ذكرتُ لكم أني سأذكر ما يتعلَّق بالصيام من النوازل، والمسائل المستجدة والمعاصرة.

هناك الآن تقنيةٌ حديثةٌ للرؤية تسمى: تقنية (ccd)، هذه يـمكن أنْ يُرى عن طريقها الهلال نـهارًا، وفكرتـها فكرة تجميع الصور، يعني: تُـجمِّع ثلاثـمئة صورةٍ في الدقيقة الواحدة، ثم هذه الصور بطريقةٍ معينةٍ تعالج، فتخرج صورة الهلال، ولعلكم ترون هذا إذا أتى آخر الشهر، ترسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي رؤية الهلال، سترون -إن شاء اللّه- في هلال رمضان، ستجدون صورة الهلال عبر تقنية (ccd)، ترسل لكم من صباح الجمعة أو ظهر الجمعة.

هل هذه مقبولةٌ شرعًا، أو غير مقبولةٍ شرعًا؟

أنا كلفني “مجمع الفقه الإسلامي لرابطة العالـم الإسلام” بكتابة بحثٍ في هذه المسألة، وبحثتها وأرسلت لهم البحث، لَـم يُعرض بعد على دورة المـجمع، وتواصلت مع بعض المختصين بـهذه التقنية، وبعض الفلكيين، وخلصت إلى أن فيها تفصيلًا؛ فإذا كانت الرؤية حيةً مباشرةً للهلال؛ فهذه رؤيةٌ معتبرةٌ شرعًا إذا كانت بعد غروب الشمس، انتبه لهذا القيد، سأعلق عليه، إذا كانت الرؤية حيةً مباشرةً للهلال؛ فهذه معتبرة شرعًا إذا كانت بعد غروب الشمس.

ثانيًا: إذا كانت الرؤية بطريق تجميع الصور وتكديسها ومعالجتها؛ لكي تَظهر صورة الهلال، فهذه غير معتبرةٍ؛ لأنـها ليست رؤيةً شرعيةً للهلال، هذه صورة الهلال جُمِّعت من هنا وهنا بطريقةٍ فنيةٍ، فليست في معنى الرؤية المقبولة شرعًا.

الحالة الثالثة: تصوير الهلال تصويرًا طبيعيًّا من غير تكديسٍ ولا معالجةٍ عبر الحاسوب، فهذا محل نظرٍ.

والذي يظهر: أنه إذا كان يـمكن رؤية الهلال بعدسة الكاميرا أثناء التصوير؛ فتكون معتبرةً؛ لأنـها رؤيةٌ حقيقيةٌ بالعين، أما إذا كان لا يـمكن رؤية الهلال بـها أثناء التصوير، وإنـما لا بد من المعالجة؛ فهذه تلحق بـمسألة معالجة الصور فلا تعتبر، وذكرت هذا التفصيل في كتاب “السلسبيل في شرح الدليل” [1] لمن أراد الرجوع له.

لكن في الوقت الحاضر، أقول: حتى الآن -لا ندري مستقبلًا، التقنية في تقدم- لا يـمكن أن يُرى الهلال عبر تقنية (ccd) إلا نـهارًا فقط، والرؤية المعتبرة شرعًا لا بد أن تكون بعد غروب الشمس، أما قبل غروب الشمس فلا تعتبر، لو أن شاهدًا شهد برؤية الهلال قبل غروب الشمس بدقيقةٍ، لكنه لـم يره بعد غروب الشمس؛ لا تقبل.

فرؤية الهلال بتقنية (ccd) حتى الآن في النهار فقط، ما حصل ولو لمرةٍ واحدةٍ أنـها كانت بعد غروب الشمس؛ ولذلك ستجدون يوم الجمعة ترسل صور الهلال نـهارًا، لكن أعطونا صورة الهلال بعد غروب الشمس، ما استطاعوا حتى الآن، لكن ربـما مستقبلًا يـمكن؛ ولذلك المـجامع الفقهية الآن تدرس هذه النازلة.

لكن هذا هو الذي خَلَصت إليه بعد دراسةٍ وتأملٍ، وأيضًا استشارةٍ لأهل الاختصاص، هو هذا التفصيل الذي ذكرت، يعني: التفريق بين الرؤية المباشرة، وبين ما كان في معنى تكديس الصور. 

لكن عمليًّا لا تعتبر تقنية (ccd) الآن؛ لأنها إنـما تكون نـهارًا، ولا تكون بعد غروب الشمس، لكن أخبرني بعض المختصين أنـها يـمكن أن تكون في المستقبل بطريقةٍ معينةٍ، فلو حصل في المستقبل، إذا كانت رؤيةً مباشرةً مثل الرؤية عبر التلسكوب والدِّربيل؛ فتُقبل، أما إذا كانت بتجميع الصور وبتكديسها ومعالجتها؛ فهذه غير مقبولةٍ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 السلسبيل في شرح الدليل، شرح دليل الطالب مع ذكر أبرز النوازل والمسائل المعاصرة، أ.د. سعد بن تركي الخثلان، دار أطلس الخضراء، الرياض.
zh