logo
الرئيسية/مقاطع/من أسباب ضياع الأوقاف

من أسباب ضياع الأوقاف

مشاهدة من الموقع

ونحن الآن في القرن الخامس عشر الهجري، والمسلمون في كل عصرٍ ومصرٍ يتسابقون على الأوقاف، وفي عصر الصحابة  يقول جابرٌ : “لم يكن أحدٌ من أصحاب النبي ذو مقدرةٍ إلا وقف”[1].

لكن عندما ننظر للواقع، أين أوقاف المسلمين اليوم؟ أين ذهبت؟ والوقف معروفٌ أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث، حبيسٌ ما دامت السماوات والأرض، فأين أوقاف المسلمين؟ ضاع كثيرٌ من أوقاف المسلمين، ما السبب في ضياعها؟ السبب: أنه تُعدِّي عليها، أتى أناسٌ وتعتدوا عليها وأخذوها، تـملَّكوها وباعوها ووهبوها، ووُرِثت عنهم، فلم يكن لهذه الأوقاف من يحميها؛ ولذلك ينبغي لمن أوقف وقفًا أن يرتب النِّظَارة؛ لأجل حماية الوقف، ولأجل إصلاح الوقف أيضًا، ما لم يجعل له ناظرًا، والأحسن أن يكون ناظرًا بأجرٍ؛ حتى يتشجع، وإلا فإن هذا الوقف ستمتد إليه الأيادي وتأخذه، والإنسان مجبولٌ على حب المال، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر:20].

فأين أوقاف المسلمين الآن؟ في القرن الخامس عشر الهجري ضاعت أكثر أوقاف المسلمين، والسبب -كما ذكرنا- هو التعدي عليها.

ولذلك ينبغي لمن أوقف وقفًا أن يرتب أمر النِّظَارة، ويجعل أجرةً للناظر؛ حتى يتشجَّع على القيام على هذا الوقف، وعلى حمايته أيضًا، لا أحد يتعدى عليه، وينبغي أن يرفع حتى الأجرة والمكافأة، حتى يتشجع؛ لأن الملاحَظ الآن: أن بعض من يوقف يقول الناظر مثلًا: الأصلح من أولادي أو كذا، ويتدافعون، كلهم لا يريد النظارة؛ لأنه يرى أنها عبءٌ ومسئوليةٌ، لكن لو جعل فيها أجرةً، لو قال: على أن يكون للناظر (10%)، سيكون هذا فيه تشجيع على تولي النظارة، وعلى القيام بشؤون الوقف، وعلى حمايته أيضًا، وهذا هو الأهم، أن يحمي الوقف من أن يتعدى عليه أحدٌ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 المغني لابن قدامة: (8/ 186)، ط دار عالم الكتب.
مواد ذات صلة
zh