من الأخطاء في تعبير الرؤى:
أن بعض المعبرين يعبـر الأشياء المزعجة، وهذه ذكرنا أن هذه أصلًا ليست رؤيا، وإنما هي حُلمٌ، كذلك أيضًا يعبِّـر تعبيرًا يلحق الضرر بالآخرين، وأنا في مقام الفتوى تأتيني استفتاءات من بعض الناس عن معبرين عبَّروا رؤًى فألحقت بـهم الضرر.
أذكر منها على سبيل المثال: قبل أشهر أتاني رجلٌ وقال: إن زوجتي مولعةٌ بتعبير الرؤى، وإنني رأيت رؤيا، فقالت زوجتي: هذا المعبر فلانٌ كلِّمْه، كلمته وأنا أسـمع، فقال: تعبير هذه الرؤيا أنك ستتزوج على امرأتك امرأةً أخرى وهي تسمع، يقول: فالمرأة أخذت هذا على أنه حقيقةٌ، فغضبت وطلبت مني الطلاق، يقول: وهي الآن لها مدةٌ، وهي في بيت أهلها، فيقول: بدأت أدعو على هذا المعبر، ألحق بي الضرر، وهو يقول: إنني أحاول أنـها ترجع، وتقول: لا، إنك ستتزوج، المعبِّـر الفلاني يقول كذا، وهذا خطأٌ كبيرٌ من هذا المعبر، كيف يتسبب بـهذا الكلام في أن يوقع الفرقة بين هذا الرجل وزوجته، مع أن هذا الرائي يقول: والله ما خطر ببالي هذا الموضوع أصلًا، وظروفي أصلًا ما تساعدني، لـم يخطر هذا الموضوع ببالي، وقال: والله الآن أنا في كربةٍ بسبب تعبير هذا المعبر، فأحيانًا بعض المعبرين يتسبب في أضرارٍ.
ومن ذلك أيضًا: أن يعبر يقول: الرؤيا هذه تدل على أن فلانًا -أو فلانة- هو الذي سحرك، أو هو الذي أصابك بعينٍ، أو هو الذي سيفعل بك كذا، فيتسبب في فتنةٍ وفي عداوةٍ وفي قطيعةٍ وفي شحناء، فهذا خطأٌ كبيرٌ من هذا المعبر، حتى لو تبين له شيءٌ من هذا، ينبغي ألا يذكره، مثلًا يقول: هذه الرؤيا تدل على أنك أصبت بعينٍ، بدون أن يذكر اسم العائن؛ لأنه أيضًا يبقى التعبير ظنيًّا.
سؤال يقول: هل تعبير الرؤى قطعيٌّ أو ظنيٌّ؟
تعبير الرؤى ظنيٌّ وليس قطعيًّا، يوسف عليه الصلاة والسلام الذي أعطاه الله تعالى علم التعبير، ومع ذلك يقول الله عنه: وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ [يوسف:42]، وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ؛ فالتعبير غاية ما يفيده الظن وليس القطع، إذا كان هذا يوسف عليه الصلاة والسلام يقول هذا، ما بالك بغيره؟!