logo
الرئيسية/مقاطع/أعظم عطاء يعطيه الله المسلم

أعظم عطاء يعطيه الله المسلم

مشاهدة من الموقع

الصبر: هو أعظم عطاءٍ يعطيه الله تعالى المسلم، ويدل لذلك حديث أبي سعيدٍ  أن النبي  قال: ما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا ولا أوسع من الصبر [1]، أعظم عطاءٍ يعطاه المسلم: الصبر.

والله تعالى يقول: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا [الإنسان:12]، أهل الجنة يذكر الله تعالى عنهم: بِمَا صَبَرُوا، فهم قد صبروا فجزاهم الله تعالى على صبرهم في الدنيا.

فالصبر ضرورةٌ للمسلم، يصبر أولًا على طاعة الله تعالى، ويصبر عن معصية الله، ويصبر على أقدار الله المؤلمة.

ما معنى الصبر؟

معناه: الحبس، تحبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن الأفعال المـحرمة، فتُصبِّـر نفسك على طاعة الله ، وعلى أداء الواجبات وأداء الطاعات، وتصبر عما حرم الله سبحانه من المعاصي، وأيضًا تصبر على ما يقدِّره الله تعالى من الأقدار المؤلمة، هذا هو الصبر الممدوح، وهو صبر النفوس، يكون للنفوس غَلوبًا، وللأمور متحمِّلًا، ويصبر أيضًا على ما قد يلاقيه من أذى الناس، فإنه في مخالطته للآخرين قد يجد من يؤذيه، خاصةً من الطبقات غير المـحترمة التي تستمتع بأذية الآخرين، فيصبر، وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ [لقمان:17]، وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [الفرقان:63]، فيصبر ويُعرِض عنهم، فهذا هو الصبر المطلوب.

فعلى المسلم أن يدرب نفسه على الصبر، وألا يكون جزوعًا؛ لأن بعض الناس عنده جزعٌ، ما يصبر، ما يتحمل، حتى لو تأخر مثلًا الإمام دقيقتين أو ثلاث دقائق؛ بدأ يتململ ويتسخَّط، ما عنده صبر، فعلى المسلم أن يدرب نفسه على الصبر.

وهناك -كما وُصفوا هنا- اللئام، عندهم صبرٌ، لكن صبر أجسامٍ، يكون رجلًا قوي الجسد على الكدح والعمل، وأيضًا صبورًا فيما يحقق شهواته، لكن في طاعة الله تعالى عنده قلة صبرٍ، كما قال ابن القيم رحمه الله: “اللئام أصبر الناس في طاعة أهوائهم وشهواتـهم، وأقل الناس صبرًا في طاعة ربـهم، ألستم تجدون هذا واقعًا؟

تجد بعض الناس في طاعة الله عنده قلة صبرٍ، لكن في أموره الدنيوية وفي شهواته وأغراضه صبورٌ، عنده جَلَدٌ وصبرٌ، لكن في طاعة الله تعالى عنده قلة صبرٍ، فعلى المسلم أن يحرص على أن يحقق صفة الصبر في طاعة الله ، والله تعالى يحب الصابرين، وأن يبتعد عن الجزع والتسخط.

وكما يقال –وردت معنا أيضًا هنا أيضًا في لطائف الفوائد- “الفرق بين الطاعة والمعصية صبر النفس عن شهواتـها لحظاتٍ”، يعني: تُصَبِّر نفسك عن الشهوات المـحرمة، تُصبِّر نفسك عن النظر المـحرم، عن الاستماع المـحرم، عن المعاصي، تُصبِّـر نفسك على طاعة الله ، على أن تقوم وتصلي صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد، تترك لذة النوم والراحة، فتُصبِّر نفسك على طاعة الله تعالى عمومًا، وعلى ترك معاصي الله، وتدرب نفسك على الصبر، فإن الصبر كله خيرٌ، وقد يقال: إنه أكثر خُلُقٍ ذكر في القرآن، ذكر في أكثر من تسعين موضعًا.

ومع مصاعب ومتاعب الحياة، المسلم يحتاج الصبر؛ لأن هذه الحياة لا تصفو لأحدٍ، فيكابد الإنسان هذه الحياة ومصاعبها ومتاعبها، فهو بحاجةٍ للصبر، لكن يكون صبره لله، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل:127]، يصبر بالله تعالى، ولله في طاعة الله ​​​​​​​.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1469، ومسلم: 1053
مواد ذات صلة
zh