الآن العلم أصبح متيسرًا مبذولًا، وما على طالب العلم إلا أن يرفع من مستوى الهمة لديه، وأن يحرص على تحصيل المـَلَكة؛ لأن تحصيل الملكة هو أهم شيءٍ، هو أهم من الحفظ؛ ولذلك أمثل بـمثالٍ:
لو قيل لك: إن فلانًا مثقفٌ في الطب، وعنده اهتمامٌ بالأمور الطبية، لكنه ليس بطبيبٍ، واحتجت للعلاج، هل تذهب لتعالج عنده؟ ولو قيل: إن فلانًا لا يحفظ أي كتابٍ في الطب، لكنه طبيبٌ، واحتجت للعلاج، فإنك تذهب للعلاج عنده.
ما الفرق بين الأول والثاني؟ الأول ليس عنده مَلَكةٌ في الطب، الثاني عنده ملكةٌ، هكذا أيضًا بالنسبة للعلم الشرعي.
ومن أبرز أسباب تحصيل الملكة: تحرير المسائل، خاصةً المسائل الخلافية، هي التي تصقل الملكة لدى طالب العلم، تحرير المسائل، ومعرفة مآخذ العلماء وأقوالهم، وكثرة النظر والمطالعة مع الحفظ أيضًا، هذه مزاولتها تُكوِّن لدى طالب العلم الملكة.