الرئيسية/مقاطع/أعظم سبب للثبات وزيادة الإيمان
|categories

أعظم سبب للثبات وزيادة الإيمان

مشاهدة من الموقع

وأختم -أيها الإخوة- بأن أشير إلى مسألةٍ مهمةٍ، وهي: أن تلاوة القرآن بتدبرٍ من أعظم أسباب الثبات، بل من أعظم أسباب زيادة الإيـمان؛ كما قال ربنا سبحانه: وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [الأنفال:2]، إذا كان: إذا تُليت عليهم آياته زادتـهم إيـمانًا؛ فكيف إذا تَلَوا الآيات؟!

فالذي يقرأ القرآن بتدبرٍ هذا يعطيه زادًا روحيًّا، هذا من أعظم أسباب الثبات؛ لأنك تتنقل بين ما يذكره ربنا ​​​​​​​ في هذا القرآن، من ذكر قصص السابقين، ومن ذكر أحوال يوم القيامة واليوم الآخر، ووصف الجنة، ووصف النار، وما يذكره ربنا ​​​​​​​ في كتابه الكريم، فهذا مع التدبُّر مـما يزيد الإيـمان لدى المسلم؛ ولهذا نجد أن من أسرار تُميُّز جيل الصحابة : ارتباطهم بالقرآن الكريم، أعظم سببٍ لتُميُّز جيل الصحابة، هو ارتباطهم بالقرآن.

فالنبي  كان في خطبه وفي مواعظه يعظ بالقرآن، قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ [الأنبياء:45]، يعظ بالقرآن فقط، وذات مرةٍ أتى في طريقٍ فوجد فيه أخلاطًا من المسلمين والمشركين، ووجد معهم عبدالله بن أُبَـيٍّ، رأس النفاق، فنزل عليه الصلاة والسلام عن حماره، وقرأ آياتٍ من كتاب الله فقط، فقال عبدالله بن أُبَيٍّ: يا هذا، ما أحسن ما تقول! ولكن اجلس في مسجدك، فمن أرادك يأتيك، قال عليه الصلاة والسلام: لا، أبلغ رسالة ربي [1]، فكان عليه الصلاة والسلام يعظ الناس بالقرآن.

ولهذا إذا وجدت الخطيب -خطيب الجمعة- ووجدت الداعية، ووجدت طالب العلم يستشهد كثيرًا بالقرآن وبالأحاديث النبوية؛ فهذا دليلٌ على رسوخه في العلم، ودليلٌ على قوته العلمية، فالخطبة المتميزة هي الغَنيَّة بالنصوص من الكتاب والسنة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه عبد الجبار في تثبيت دلائل النبوة: ص 535، بنحوه.
مواد ذات صلة