منًى -في الوقت الحاضر- أصبحت لا تتسع لجميع الحجاج، ومساحتها ليست كبيرةً مقارنةً ببقية المشاعر، فمساحتها سبعة آلاف كيلومترٍ مربعٍ، هي أقل من عرفاتٍ، عرفاتٌ اثنا عشر ألفًا، ومزدلفة تسعة آلافٍ، ومنًى سبعة آلافٍ، فمساحتها ليست كبيرةً؛ ولهذا أصبح الآن الحجاج يبيتون في أول مزدلفة، وأول مزدلفة هنا يأخذ حكم منًى، فمن بات في أول مزدلفة في مخيماتـها؛ فهو في الحقيقة كأنه بات في منًى.
المقدم: بعض المخيمات لها خيامٌ داخل منًى، وخيامٌ داخل مزدلفة؟
الشيخ: نعم، هنا لا حرج على الحاج.
المقدم: حتى لو بقي في جهة مزدلفة؟
الشيخ: حتى لو بقي؛ لأن المكان قد ضاق، والله تعالى يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، أشبه ما لو امتلأ المسجد الجامع يوم الجمعة، وصلى خارج المسجد والصفوف متصلةٌ، صلاته صحيحةٌ، هنا منًى امتلأت، ماذا يفعل؟ الله تعالى يقول: اتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فهنا يبيت في أقرب مكانٍ يلي منًى ولا حرج عليه.
المقدم: البعض ربما لا يأتي مع حملةٍ، وهذا يسبب حرجًا له ولأسرته ولأبنائه، فيقول مثلًا: بدل أن آتي للمبيت في منًى، وقد أُضيِّق على الطريق، أو قد يتسبب في ضررٍ لنفسه، يبقى في شقق مثلًا في العزيزية، يجزئ ذلك؟
الشيخ: بالنسبة ليوم التروية: حتى لو لـم يأت؛ لا شيء عليه.
المقدم: وأيام التشريق؟
الشيخ: بالنسبة ليوم التروية أصلًا مستحبٌّ وليس واجبًا، وأما أيام التشريق: فالمبيت بمنًى واجبٌ من واجبات الحج، فلو ذهب في شقةٍ مثلًا في العزيزية أو في غيرها؛ فلا بد أن يأتي في الليل ويـمكث في منًى أكثر من نصف الليل.