الرئيسية/مقاطع/أعمال اليوم التاسع
|categories

أعمال اليوم التاسع

مشاهدة من الموقع

يوم عرفة من أفضل أيام السنة، وقد قال النبي : الحج عرفة [1]

والوقوف بعرفة هو آكد أركان الحج، ومن لـم يقف بعرفة؛ فلا حج له.

وينتهي وقت الوقوف بعرفة بطلوع فجر يوم النحر، وأما ابتداء وقته فمحل خلافٍ بين الفقهاء، والقول الراجح: هو ما عليه أكثر أهل العلم، من أنه يبتدئ بزوال الشمس، فيكون وقت الوقوف بعرفة من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع الفجر من يوم النحر.

وينبغي للحاج أن يغتنم هذه السويعات التي يقفها بعرفة؛ فإنها من أثـمن أوقات العمر، ومن أنفس أوقات العمر، الحُجاج عندما يقفون بعرفة؛ يباهي بـهم الرب  ملائكته، ويقول: انظُروا إلى عبادي هؤلاء، أتوني شُعثًا غبرًا ضاحِين، أُشهِدكم أني قد غفرت لهم [2].

وجاء في “صحيح مسلمٍ” عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي قال: ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو بـهم فيباهي بـهم ملائكته، ويقول: ما أراد هؤلاء؟ [3].

فهذا اليوم يكثر فيه العتق من النار، وتتنزل فيه الرحمات، ويكثر فيه مغفرة الذنوب والزلات، وما رُئي الشيطان أحقر ولا أصغر من يوم عرفة، إلا ما كان يوم بدرٍ، فينبغي لك -أخي الحاج- أن تُري الله تعالى من نفسك خيرًا، وأن تجتهد في اغتنام هذه السويعات.

وأفضل عملٍ يشتغل به الحاج هو الدعاء؛ لأن النبي بعدما خطب بالناس وصلى بـهم صلاة الظهر والعصر قصرًا وجمعًا؛ ذهب إلى الجبل -جبل إلَالٍ الذي يسمى: “جبل الرحمة”- وأناخ ناقته، وبقي على بعيره مستقبلًا القبلة، رافعًا يديه يدعو طيلة ذلك الوقت [4]، ومع أنه وقتٌ طويلٌ، من بعد صلاة الظهر إلى غروب الشمس؛ لـم يشتغل النبي بأي عملٍ آخر سوى الدعاء، جعل رافعًا يديه يدعو، فأفضل عملٍ يشتغل به الحاج هو الدعاء؛ لأن أكمل الهدي هدي النبي ، والدعاء يوم عرفة على صعيد عرفة حريٌّ بالإجابة.

فاجتهد -يا أخي الحاج- في أن تدعو الله بـما يحضرك من خيري الدنيا والآخرة.

هذا المقام، مقام عرفة، مقامٌ تُسكب فيه العبرات، مقامٌ تُرفع فيه الدرجات، مقامٌ تُعتق فيه الرقاب من النار، يدنو الرب من الحجيج، دنوًا على ما يليق بجلاله وعظمته، ويقول: ما أراد هؤلاء؟.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه الترمذي: 889، والنسائي: 3016، وابن ماجه: 3015.
^2 رواه ابن حبان: 1887.
^3 رواه مسلم: 1348.
^4 رواه مسلم: 1218.
مواد ذات صلة