يوم التروية، هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وسمي بذلك؛ لأن الحجاج قديـمًا كانوا يتروون في هذا اليوم، ويستعدون بتهيئة المياه لعودتـهم بعد وقوفهم بعرفة ومبيتهم بـمزدلفة، فيعودون إلى منًى، ويكونون قد تجهزوا بذلك قبل ذهابـهم لعرفة.
والمشروع في هذا اليوم: أن يحرم الحاج إذا كان متمتعًا؛ يحرم من ضحى هذا اليوم، وإذا كان قارنًا أو مفردًا؛ فهو مستمرٌّ على إحرامه، ويصلي الصلوات الخمس قصرًا من غير جمعٍ، يصلي الظهر ركعتين في وقتها، والعصر ركعتين، والمغرب ثلاث ركعاتٍ لا تقصر، والعشاء ركعتين، وفجر يوم عرفة ركعتين.
وإن جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء فلا بأس، لكن الأفضل أن يقصر من غير جمعٍ.
وأن يشتغل بالتلبية: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، ويكثر من الذكر.
وأفضل الحج: العجُّ والثجُّ [1]، والعج معناه: رفع الصوت بالتلبية.
ويلاحظ أن بعض الحجاج -وفقهم الله- في هذا اليوم يتأخرون في الإحرام مع تواجدهم في منًى، فتجد أن بعضهم يبقى بملابسه ولا يحرم إلا في وقتٍ متأخرٍ من يوم التروية، وهذا وإن لم يكن واجبًا إلا أن الإنسان يُفوِّت على نفسه أجورًا عظيمةً.
فيا أخي الكريم، حتى يقع حجك مبرورًا؛ ينبغي أن تحرص على الإتيان به على الوجه الأكمل، ومن ذلك أن تُحرم بالحج من ضحى اليوم الثامن.
الحاشية السفلية
| ^1 | رواه الترمذي: 827، وابن ماجه: 2896. |
|---|