logo
الرئيسية/مقاطع/كيفية الإحرام في الطائرة

كيفية الإحرام في الطائرة

مشاهدة من الموقع

الإحرام في الطائرة الحقيقةَ يحتاج إلى نظرٍ؛ الطائرة عندما تسير؛ تسير بسرعةٍ كبيرةٍ جدًّا تصل إلى ثمانمئة كيلو وربما تزيد، ربما تصل إلى ألف كيلومترٍ في الساعة، يعني من ثمانمئةٍ إلى ألفٍ أو أكثر، تصور مركوبًا يسير بسرعة ثمانمئة كيلومترٍ في الساعة، كيف تكون سرعته؟! يعني إذا رأيت السيارة تسير مئتي كيلو، سرعةٌ كبيرةٌ جدًّا، كيف بمركوبٍ يسير ثمانمئة كيلو أو ألف كيلو؟! 

المواقيت مساحتها صغيرةٌ، المواقيت وادٍ؛ مثل وادي يلملم، مجرد وادٍ، السيل الكبير وادٍ أيضًا، وادٍ صغيرٌ، كم مساحته؟ كم كيلو؟ مجرد وادٍ، ذو الحُليفة أيضًا وادٍ، الجحفة، كلها مساحتها صغيرةٌ.

طيب، مركوبٌ يسيرٌ بسرعة ثمانمئة كيلو -دعنا نأخذ الحد الأدنى- ثمانمئة كيلومترٍ في الساعة، كم يحتاج لكي يقطع هذا الوادي الصغير؟ يحتاج وقتًا يسيرًا، ربما دقيقةً أو أقل، دقيقةً، دقيقتين، أو أقل، معنى ذلك أن الدقيقة هنا مؤثرةٌ، وربما أقل من دقيقةٍ، لكن دعنا على الحد الأكثر، ربما أقل من دقيقةٍ، صحيح.

هذه الإشكالية في الحقيقية تستدعي من الإنسان عندما يحرم في الطائرة أن يكون دقيقًا، لا بد أن يحرم عند محاذاة الميقات تمامًا، وإلا ربما لو غفل دقيقةً واحدةً؛ ربما أن الطائرة تكون تجاوزت الميقات، ولا بد أن يكون المسؤولون في الطائرة عندهم دقةٌ، هل هذا موجودٌ؟ من خلال سفري بالطائرة وتنبيه المسؤولين في الطائرة على محاذاة الميقات أرى أن المسألة تفتقد في الحقيقة الدقة كثيرًا من الأحيان؛ بدليل أننا عندما نركب الطائرة يقول: سنمر بالميقات الساعة كذا، ثم بعد نصف ساعةٍ يعلن إعلانًا آخر: سنمر بالميقات الساعة كذا، زيادة دقائق أو نقص دقائق، ما يثبت على نفس الرقم الذي أعلنه في أول الرحلة، ومعنا الدقيقة مؤثرةٌ، أحيانًا يضيف عشر دقائق، وينقص عشر دقائق.

ولذلك أدعو الإخوة المسؤولين في الخطوط أن يتوخوا الدقة في هذا، وأن يكون الرقم ثابتًا، إذا قال مثلًا: نكون في محاذاة الميقات عند الساعدة مثلًا السادسة وعشر دقائق؛ يكون هذا الرقم ثابتًا لا يتغير، أما في أول الرحلة يقول: السادسة وعشر دقائق، ثم بعد نصف ساعة: السادسة، أو السادسة والربع، الدقيقة الواحدة مؤثرةٌ.

طيب نحن الآن أمام واقعٍ، ماذا يفعل الإنسان؟ نقول: ما دام أنه ليس هناك دقةٌ فيحتاط، كيف يكون الاحتياط؟ بأن يُحرِم قُبيل الوقت المعلن أنه سيكون عنده محاذاة الميقات، والإحرام قبل الميقات غاية ما فيه أنه مكروهٌ، والكراهة تزول بالحاجة، فإذا قال مثلًا: السادسة وعشر دقائق؛ ابدأ في الإحرام من السادسة وثمان دقائق مثلًا، وإذا رأيت اختلف كلام المضيف أو مسؤول الطائرة خذ بالأبكر احتياطًا، فلا بد من الاحتياط في هذا، هذا من جهةٍ.

من جهة أخرى: على الإنسان عند الإحرام في الطائرة أن يكون متيقظًا؛ لأن بعض الناس يركب في الطائرة ثم ينام، ثم بعدما يُعلَن أننا حاذينا الميقات؛ يبدأ بعد دقيقتين أو ثلاثٍ يحرم، وإذا بالطائرة قد تجاوزت الميقات بدون إحرامٍ، ومن تجاوز الميقات بدون إحرامٍ يجب عليه أن يرجع، فإن لم يرجع فعليه دمٌ.

فبعض الناس عنده شيءٌ من الإهمال وعدم الاهتمام، بل بعضهم ينام ولا يستيقظ إلا عند وصول الطائرة إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة .

وبشكلٍ عامٍّ لاحظت أن عند الإقلاع من الرياض إلى جدة قبل الهبوط بعشر دقائق تكون الطائرة محاذيةً للميقات في الغالب، في الغالب قبل الهبوط بعشر دقائق عندما يُعلَن عن ربط الأحزمة، هذا في الغالب، لكن -كما ذكرت- المطلوب هو مراعاة الدقة في هذه المسألة، وإذا لم يتيسر للإنسان الدقة في هذا فإنه يحتاط في ذلك.

مواد ذات صلة
zh