الرئيسية/مقاطع/فضل سلامة الصدر
|categories

فضل سلامة الصدر

مشاهدة من الموقع

ولهذا من أعظم الخصال التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم، وأن يسعى لتحقيقها: سلامة الصدر؛ فإن سلامة الصدر من صفات أولياء الله ، ومن صفات عباد الله المتقين، وقد أثنى الله على المؤمنين الذين يقولون: وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا  [الحشر: 10]، يعني: بمجرد دعائهم أثنى الله عليهم، فكيف بمن لا يحمل الغل أصلًا على إخوانه المسلمين؟! وَالَّذِينَ جَاؤوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10].

إذا رأيت من يحمل الغل والحقد على المسلمين؛ فهذا دليلٌ على ضعف إيمانه، على أنه بعيدٌ عن التقوى؛ لأن التقي لا يحمل الحقد ولا الحسد ولا الغل على إخوانه المسلمين، بل يحب الخير للناس، ويتمنى الخير للناس؛ ولذلك عندما يُرى في الواقع من تصرفات بعض الناس، وتصيدهم للزلات ونفخهم فيها؛ تدرك أن الباعث لذلك هو الحسد، فهؤلاء بعيدون عن التقوى لله ​​​​​​​؛ وهذا يدل على ضعف الإيمان عندهم؛ فإن المؤمن يحب الخير لإخوانه المسلمين، لا يحسدهم بل يسأل الله تعالى ألا يجعل في قلبه غلًّا للذين آمنوا.

وسلامة الصدر امتنَّ الله تعالى بها على أهل الجنة: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ؛ وهذا دليلٌ على أنها نعمةٌ عظيمةٌ، جعل الله تعالى سلامة الصدر من نعيم أهل الجنة: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47]، فهو من نعيم أهل الجنة؛ لأن من يحمل الغل يتألم ألمًا نفسيًّا شديدًا، لكن سليم الصدر تجد أنه في راحةٍ عظيمةٍ وفي سرورٍ؛ ولهذا جعله الله تعالى من نعيم أهل الجنة، أن الله تعالى نزع من قلوبهم الغل، فأصبحوا إخوانًا على سررٍ متكئين، يتحدثون فيما بينهم، ومتآخين قد نزع الله تعالى من قلوبهم الغل.

مواد ذات صلة