ابن القيم رحمه الله قال: “وأهل الجبن هم أهل سوء الظن بالله تعالى” [1].
لأن الجبان قد أساء الظن بالله ، الجبان يخاف من كل شيءٍ، يخاف من البشر، يخاف من الناس، يخاف من المس، يخاف من السحر، يخاف من العين، تجد أنه يعيش في رعبٍ وفي خوفٍ، معنى ذلك: أنه سَيء الظن بالله سبحانه، وإلا لو كان حسن الظن بالله ؛ لما حصل عنده هذا الخوف، لو كان يحسن الظن بأن الله كافيه، وأن الله تعالى على كل شيءٍ قديرٌ، وأنه لا أحد يضر إلا بإذن الله: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102].
فإنه يحسن الظن بالله ، ويقوِّي تعلقه بالله سبحانه، ويكون بعيدًا عن الجبن وعن الخوف، فسوء الظن مرتبطٌ بالجبن، سوء الظن له ارتباطٌ وثيقٌ بالجبن؛ ولذلك تجد أن هذه الأخلاق الرذيلة ترتبط بأخلاقٍ أخرى، وأنت تجد هذا في الواقع تجد الإنسان كثير الخوف، الجبان تجده يخاف من كل شيءٍ، ويحرمه خوفه هذا من أمورٍ كثيرةٍ، يحرمه من مجالات الخير، ويعيش في قلقٍ أيضًا متكدرًا خائفًا.
لكن الشجاع تجد أنه يكون منشرح الصدر، يحسن الظن بالله ، يعلق قلبه بالله ، يؤمن بأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له؛ ولهذا إذا وجدت إنسانًا كثير التخوف، عنده مبالغةٌ في الخوف من الناس، في الخوف من العين، في الخوف من السحر، في الخوف من المس، في الخوف من كل شيءٍ؛ فهذا دليلٌ على ضعف إيمانه، وضعف توكله على الله ، وعلى أيضًا سوء ظنه بالله، وإلا لو كان عنده قوة إيمانٍ، قوة توكلٍ، وحسن ظنٍّ بالله تعالى؛ ما حصل عنده هذا الخوف المبالغ فيه.
الحاشية السفلية
| ^1 | الفروسية: (ص 457)، ط عطاءات العلم. |
|---|