وقد جاء في “صحيح البخاري” عن سعد بن أبي وقاصٍ قال: كان النبي يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تُعلَّم الكتابة: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أُرَدَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر [1].
كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله تعالى من هذه الأمور الخمسة، وكان يعلم الصحابة ذلك كما تُعَلَّم الكتابة؛ وهذا دليلٌ على تأكدها، وقد ورد أن هذا أيضًا يقال في الصلاة في التشهد الأخير [2].
فينبغي أن يحرص المسلم على هذا الدعاء في كل صلاةٍ يصليها: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر.
فاستعاذ النبي عليه الصلاة والسلام، وأمر الصحابة بالاستعاذة بالله تعالى من هذه الأمور الخمسة:
- الأمر الأول والثاني: البخل والجبن.
- الثالث: أن أرد إلى أرذل العمر، أرذل مراحل عمر الإنسان: عندما يتقدم به السن ويفقد عقله، هذه أرذل مراحل العمر، وهي مرحلةٌ شديدةٌ على النفس صعبةٌ، يعني: هي أرذل من مرحلة الطفولة، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله تعالى منها.
- كذلك أيضًا: يستعيذ بالله من فتنة الدنيا، الدنيا لها فتنةٌ عظيمةٌ تفتن الإنسان وتصده عن الآخرة، وتصده عن طاعة الله إذا فتن بها.
- ومن عذاب القبر أيضًا، عذاب القبر دلت النصوص على إثبات نعيم القبر وعذابه، كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من عذاب القبر.