الرئيسية/مقاطع/متى يكون إظهار الصدقة أفضل؟
|categories

متى يكون إظهار الصدقة أفضل؟

مشاهدة من الموقع

الأصل أن إسرار الصدقة أفضل من إعلانها؛ لأنه أبلغ في الإخلاص؛ كما قال الله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة:271]، وقد أخبر النبي بأن من الذين يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم رجلًا تصدق بصدقةٍ، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه [1].

ما معنى: لا تعلم شماله ما تنفق يمينه؟

نعم، يعني: لو قدر أن اليد الشمال تبصر؛ ما استطاعت أن ترى اليد اليمين من شدة الإخفاء؛ وهذا دليلٌ على عظيم إخلاصه لله ​​​​​​​، وهذا يدل على أن إخفاء الصدقة أفضل من إعلانها، لكن القاعدة الشرعية: أنه قد يَعرِض للمفضول ما يجعله فاضلًا، فإذا وُجدت مصلحةٌ شرعيةٌ في إظهار الصدقة فهو أفضل.

ومن المصالح: الاقتداء، أن الإنسان إذا أظهر الصدقة؛ اقتدى به الناس، فالأفضل إظهار الصدقة وإعلانها؛ لأنه بذلك يكسب أجر الصدقة، ويكسب أيضًا أجر صدقة من اقتدى به، فيكون إعلان الصدقة هنا أفضل من الإسرار بها.

أيضًا من المصالح: إذا كان في إظهار الصدقة تشجيعٌ للناس، فإن إظهارها أفضل، فبعض الناس عندما يرى من يتصدق؛ يتشجع ويتصدق مثله، كما مر معنا في الدرس السابق، أكثر ما يمنع الناس من فعل الخير التردد، فبعض الناس إذا رأى من يتصدق؛ اقتدى به وتشجع.

أيضًا من المصالح: تشجيع الناس على الصدقة وعلى البذل، وهذا أمرٌ مشاهدٌ، تجد أن بعض الناس يرقبون تصرفات طالب العلم؛ إذا رأوه مثلًا يتصدق على مسكينٍ؛ تجد أن مَن بعده يقتدون به، يتصدقون على هذا المسكين، لكن إذا رأوه أنه لا يتصدق؛ ربما أنهم يترددون في الصدقة عليه.

فإذنْ من المصالح: الاقتداء، ومن المصالح التشجيع، فإذا وُجد مصلحةٌ راجحةٌ في إظهار الصدقة فهو أفضل، وإلا من حيث الأصل فإسرار الصدقة أفضل من إعلانها.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1423، ومسلم: 1031.
مواد ذات صلة