والشكر عبادةٌ عظيمةٌ.
وثمراتها ومنفعتها ترجع للشاكر؛ فإن الله قال: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7]، فالذي يُكثر من الشكر يزيده الله في النعم.
وأصل مادة “الشكر” -مادة (الشين والكاف والراء)- في لغة العرب [1]: ظهور أثر العلف على الدابة، يقال: دابةٌ شكورٌ، إذا كان يظهر عليها من السِّمَن أكثر مما تُعلف، وكذلك أيضًا: هو ظهور أثر نعمة الله تعالى على العبد، على قلبه اعترافًا، وعلى لسانه ثناءً بلسانه وشكرًا، وعلى جوارحه عبادةً لله تعالى وطاعةً، فيظهر أثر الشكر على الإنسان.
فينبغي أن يعوِّد الإنسان نفسه على الحمد لله، وعلى الشكر لله ، دل هذا الحديث على أن الشكر يكون بالعمل كما يكون باللسان؛ فإن النبي لما سُئل: لِمَ تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا [2]، يفعل ذلك شكرًا لنعمة الله عليه؛ وهذا دليلٌ على أن الشكر يكون بالعمل كما يكون بالقول، والشكر يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح، فيكون بالقلب بالاعتراف بنعم الله وعدم جحدها، ويكون كذلك باللسان بأن يكون الإنسان لهجًا بحمد الله تعالى وشكره، ويكون كذلك بالجوارح بأن يجتهد في طاعة الله سبحانه وأن يجتنب محارمه.