قال: ولكن سددوا [1]، وفي الرواية الأخرى: سددوا وقاربوا وأبشروا [2].
والمقصود بقوله: سددوا، أي: احرصوا على التسديد وإصابة الصواب، وفي الرواية الأخرى: وقاربوا، أي: حافظوا على القصد في الأمور بلا غلوٍّ ولا تقصيرٍ، وفي الرواية الأخرى: القَصْدَ القَصْدَ [3]، أي: الزموا التوسط في العبادة من غير غلوٍّ ولا تقصيرٍ، وهذا المعنى دل له قول الله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا [هود:112].
يعني: من غير غلوٍّ، استقامةٌ من غير غلوٍّ، فالتقصير مذمومٌ، والغلو مذمومٌ، كلاهما طرفان مذمومان، والاعتدال هو المطلوب، وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام: سددوا وقاربوا، ليس المعنى: التساهل؛ وإنما المقصود: أن الإنسان يأتي بما يستطيع من العمل، لكنه لا يصل إلى درجة الغلو.