الرئيسية/مقاطع/فضل قيام الليل
|categories

فضل قيام الليل

مشاهدة من الموقع

من فوائد هذا الحديث: فضل قيام الليل، وطول القيام، فقد كان النبي يحرص على قيام الليل، حتى إنه في بعض الليالي يقوم قريبًا من ثلثي الليل، إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ [المزمل:20].

وقد أثنى الله ​​​​​​​ على من يقومون الليل فقال: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16].

وقيام الليل هو دأب الصالحين، ومن سمات أولياء الله المتقين، فينبغي أن يحرص المسلم عليه، وهو من أعظم أسباب الثبات، قيام الليل من أعظم أسباب الثبات؛ لأنه بمثابة الوقود الروحي للمسلم في اليوم والليلة، وإذا قمت الليل؛ تجد أثر قيام الليل عليك طوال اليوم، سبحان الله! كما قال عليه الصلاة والسلام: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم -إذا هو نام- ثلاث عقدٍ، يضرب كل عقدةٍ: عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإن استيقظ فذكر الله؛ انحلَّت عقدةٌ، فإن توضأ؛ انحلَّت عقدةٌ، فإن صلى؛ انحلَّت عقدةٌ، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان [1]، متفقٌ عليه.

فالذي يقوم الليل تَنحلُّ عنه هذه العقد الثلاث، فيقوم نشيطًا طيب النفس، ثم أيضًا الذي يقوم الليل يتعرض لنفحات الله سبحانه ومغفرته، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ [2]، وذلك كل ليلةٍ [3]، سبحان الله! انظر إلى فضل هذا الرب العظيم وجوده وكرمه وإحسانه، مع أنه غنيٌّ عن عباده الغِنَى المطلق، ومع ذلك ينادي عباده -حين يبقى ثلث الليل الآخر- بهذا النداء: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟

فينبغي أن يحرص المسلم على قيام الليل، وخاصةً طالب العلم، وأن يقوم ما تيسر من الليل، ولو أن يقوم قُبيل صلاة الفجر ويصلي ما تيسر، لكن لا يترك قيام الليل.

وقيام الليل أيضًا فيه فائدةٌ أخرى: وهي أنه أمانٌ من النفاق، وكما قال السلف: ما قام الليل منافقٌ.

المنافق لا يُمكِن أن يقوم الليل؛ لأنه ليس له فيه مصلحةٌ، المنافق يرائي الناس: يُرَاؤونَ النَّاسَ [النساء:142]، فالذي يقوم الليل هذه أمارةٌ على بعده عن النفاق فينبغي أن يحرص المسلم على قيام الليل، وأن يقتدي بالنبي  في ذلك.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1142، ومسلم: 776.
^2 رواه البخاري: 1145، ومسلم: 758.
^3 رواه مسلم: 757.
مواد ذات صلة