دل هذا الحديث [1] على أن دخول الجنة برحمة الله تعالى وفضله، لا بالعمل الصالح، والباء في قول الله تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل:32]، باء السببية، أي: بسبب الأعمال الصالحة، فالأعمال الصالحة سببٌ لدخول الجنة.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله [2]، فالباء هنا باء المعاوضة؛ كما تقول: اشتريت ثوبًا بكذا، فإذنْ الباء إما أن تكون للسببية، أو تكون للمعاوضة، ففي قوله: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، هنا باء السببية، وفي قول النبي عليه الصلاة والسلام: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، الباء باء المعاوضة، وبذلك يحصل الجمع بين الآية والحديث.