الرئيسية/مقاطع/هل الجنة والنار مخلوقتان الآن؟
|categories

هل الجنة والنار مخلوقتان الآن؟

مشاهدة من الموقع

دلَّ هذا الحديث على أن الجنة والنار مخلوقتان الآن؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات [1].

وهذا مُعتقد أهل السنة والجماعة: أن الجنة والنار مخلوقتان الآن.

وقد أُرِيَ النبي الجنة والنار في ليلة المعراج، وأيضًا في صلاة الكسوف لما تقدم وتقدمت الصفوف أُرِيَ الجنة، وأراد أن يتناول عنقودًا، قال: ولو تناولتُ منه لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ثم رأى النار، فإذا هي يحطم بعضها بعضًا، وتأخر وتأخرت الصفوف [2].

فالجنة والنار مخلوقتان الآن، أعدَّ الله تعالى الجنة للمؤمنين، وأعدَّ النار للكافرين ولمَن عصاه.

والجنة في سعتها شيءٌ عظيمٌ فوق خيال الإنسان، إذا كان ربنا سبحانه يقول: عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ [آل عمران:133]، فما بالك بطولها؟! كيف ستكون سعتها وحجمها؟!

عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ يعني: لو أن السماوات السبع أُلصقتْ واحدة مع الأخرى، وكذلك الأرضين، هذا عرض الجنة، فما بالك بطولها؟!

وكما سيأتينا -إن شاء الله- في الحديث في الدرس القادم قول النبي عليه الصلاة والسلام: إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلِّها مئة سنةٍ [3]، مئة سنةٍ يسير في ظل شجرةٍ! فهي خلقٌ عظيمٌ.

وهكذا أيضًا النار مُعدَّةٌ الآن، ويحطم بعضها بعضًا.

فالجنة والنار إذن مخلوقتان، لكن دلَّت أيضًا الأدلة على أن الجنة قد يزيد الله تعالى فيها وفي غِرَاسها، كما قال : مَن قال: سبحان الله وبحمده؛ غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنة [4].

ولما لقي نبينا محمدٌ عليه الصلاة والسلام إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال: أقرئ أُمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غِرَاسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر [5]، فهذا دليلٌ على أنه قد يزيد ما في الجنة، يزيد غرس الجنة، لكن الجنة والنار مخلوقتان الآن، وهذا هو مُعتقد أهل السنة والجماعة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 2822.
^2 رواه البخاري: 1052، ومسلم: 907.
^3 رواه البخاري: 6552، ومسلم: 2827.
^4 رواه الترمذي: 3464، وقال: حسنٌ صحيحٌ.
^5 رواه الترمذي: 3462.
مواد ذات صلة