ولهذا ينبغي للمسلم -بعد المحافظة على الفرائض- أن يكون له نوافل يداوم عليها، هذه هي التي تنفع الإنسان.
بعض الناس إذا سمع موعظةً، أو حصل موقفٌ تأثر، أتى بأعمالٍ كثيرةٍ صالحةٍ ثم انقطع، هذا الانتفاع يكون لحظيًّا، ينتفع بالموعظة ويتأثر بها مؤقتًا ثم يتوقف، لكن الذي ينفع الإنسان: أن يكون له نوافل -بعد المحافظة على الفرائض- يداوم عليها، هذه هي التي تنفع الإنسان، هذه هي التي تثقل ميزانه، هذه هي التي ترفعه عند الله ، سواءٌ كان في صلاةٍ، في صيام النوافل، في الصدقات، في الذكر، في جميع الأعمال الصالحة.
احرص على أن يكون لك نوافل تحافظ عليها كل يومٍ، ستجد أنك مع مرور الوقت قد أصبح هذا القليل الذي تحافظ عليه كثيرًا؛ فمثلًا: السنن الرواتب لو حافظت عليها كل يومٍ ثنتي عشرة ركعةً؛ مع نهاية السنة تكون قد صليت أكثر من أربعة آلاف ركعةٍ، لو أنك صمت ثلاثة أيامٍ كل شهرٍ؛ مع نهاية السنة تكون قد صمت أكثر من شهرٍ تطوعًا، لو تصدقت في اليوم بعشرة ريالاتٍ أو بخمسة ريالاتٍ؛ ستجد أنك مع نهاية السنة قد تصدقت بمبلغٍ كبيرٍ، لو ذكرت الله بأي نوعٍ من أنواع الذكر؛ ستجد أنك مع مرور الوقت قد عملت كثيرًا.
فهذا هو الذي ينفع الإنسان، هذا هو الذي ينبغي أن يركز عليه المسلم، أن يكون له أعمالٌ صالحةٌ يحافظ عليها، يداوم عليها، يلتزم بها، فإنها مع مرور الوقت تكون كثيرةً، وهي أحب العمل إلى الله، وأيضًا لو عَرَض له عارضٌ؛ كُتب أجره كاملًا [1]
فهذا معنى قول النبي : واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ [2].