وكثرة المِنَّة من كبائر الذنوب؛ لهذا قال عليه الصلاة والسلام: ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ، وذكر منهم: المنان [1].
كثرة المنة مرضٌ عند بعض الناس، لا يعطي شيئًا إلا بمنةٍ، إذا أراد أن ينفق على زوجةٍ؛ يمتن عليها، وإذا أراد أن ينفق على أولاده؛ يمتن، وإذا أراد أن يقوم بأي معروفٍ لأي أحدٍ؛ يسبق أداءَ ذلك المعروف منةٌ.
فهذه المنة:
أولًا: تبطل الأجر، بل يعاقب عليها؛ لأن هذا الحديث فيه وعيدٌ شديدٌ: لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم.
ثانيًا: تفسد المعروف، حتى لو قمت بمعروفٍ ولكن مصحوبًا بمنةٍ؛ فقد أفسدت هذا المعروف؛ ولهذا ينبغي للمسلم -ويتأكد هذا في حق طالب العلم- أن يبتعد عن المنة.
احرص على أنك إذا أردت أن تقوم بمعروفٍ أن تقوم به بعيدًا عن المنة.
بعض الناس قد يمتن من حيث لا يشعر، ما يستحضر أن هذه منةٌ، لكن طبعه هكذا، طبعه أنه يمتن، فعليه أن يتخلص من هذا المرض، وأن يؤدي المعروف من غير منةٍ.
الحاشية السفلية
| ^1 | رواه مسلم: 106. |
|---|
