الإسراف والتبذير وردا مذمومين في القرآن الكريم، قال الله تعالى عن الإسراف: وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141]، وهذه في أي سورةٍ؟ في الأنعام، وفي الأعراف وردت في موضعين، وردت في موضعين في القرآن الكريم: في الأنعام، وفي الأعراف وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31].
وأما التبذير فورد في قول الله تعالى في سورة الإسراء: وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [الإسراء: 26-27].
فما الفرق بين الإسراف والتبذير؟
الإسراف: هو صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا عما ينبغي.
وأما التبذير: فهو صرف الشيء فيما لا ينبغي، فمثلًا صرف الشيء في معاصٍ ومحرماتٍ، هذا إسرافٌ أو تبذيرٌ؟ تبذيرٌ، لكن لو أتاك مثلًا ضيفٌ واحدٌ، رجلٌ واحدٌ، وأقمت وليمةً تكفي لخمسين، هذا إسرافٌ أو تبذيرٌ؟ هذا إسرافٌ، فهذا هو الفرق بينهما، وكلاهما مذمومٌ.
فالله تعالى أخبر بأنه لا يحب المسرفين، وقال: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [الإسراء:27]، فكلاهما ورد فيه الذم الشديد، يعني من أخبر الله تعالى بأنه لا يحبهم؛ دليلٌ على شدة الذم لمن اتصف بذلك الوصف، ومن ذلك المسرف، كذلك أيضًا المبذر، أخبر الله تعالى بأن المبذرين إخوان الشياطين، وهذا أيضًا ذمٌّ شديدٌ، وهذا يدل على أنه ينبغي الحذر من الاتصاف بصفة السرف أو صفة التبذير.