الرئيسية/مقاطع/لماذا نُهي عن الجمع بين الأختين في الزواج؟
|categories

لماذا نُهي عن الجمع بين الأختين في الزواج؟

مشاهدة من الموقع

ويحرم الجمع بين الأختين؛ لقول الله تعالى: وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ [النساء:23]، وهذا بالإجماع [1].

والممنوع هو الجمع بينهما، لكن لو تزوج بامرأةٍ وتوفيت؛ جاز له أن يتزوج بأختها، أو تزوج بامرأةٍ وطلقها وانقضت عدتها؛ جاز له أن يتزوج بأختها، إنما الممنوع هو الجمع بينهما فقط.

لماذا نهي عن الجمع بين الأختين؟

نعم لأنه مظنة لقطيعة الرحم؛ لأن وصل الأخت واجبٌ، من المحارم التي يجب وصلهن، فالجمع بين الأختين مظنةٌ لقطيعة الرحم، أن كل منهما تقطع رحمها؛ لأنه مظنة المنافسة بين الأختين، فيكون ذلك ذريعةً لقطيعة الرحم، وهي مظنةٌ غالبةٌ؛ ولذلك كان القول الراجح في الضابط في الأرحام الذين تجب صلتهم هم المحارم؛ وذلك بأنك لو افترضت أن أحدهما ذكرٌ، والآخر أنثى؛ لم يحل له أن يتزوج بها، أخذًا من هذا المعنى؛ لماذا نهي عن الجمع بين الأختين؟ لأن هذا يؤدي إلى قطيعة الرحم، لماذا نهي عن الجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها؟ لأن هذا يؤدي إلى قطيعة الرحم؛ فهذا يدل على أن صلة الرحم مع هؤلاء الأقارب واجبةٌ، فكل المحارم الذين تجب صلتهم؛ الوالدان وإن علوا، والأولاد وإن نزلوا، والإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، فقط هؤلاء هم الذين تجب صلتهم، وما عدا ذلك من الأقارب تستحب صلتهم؛ ولذلك لم يرد النهي عن الجمع بين بنات العم، لو أن رجلًا تزوج امرأةً، ثم تزوج ببنت عمها، جمع معها بنت عمها، يجوز أو لا يجوز؟ يجوز، مع أن هذا أيضًا قد يؤدي إلى قطيعةٍ، لكن صلة الرحم هنا ليست واجبةً، يعني: لا يجب عليك أن تصل أبناء عمك وبنات عمك، لا يجب؛ وإنما يستحب ولا يجب.

فلاحِظ هذا المعنى الدقيق، أخذ منه بعض المحققين: أن الضابط في صلة الرحم هم المحارم الذين لو افترضت أن أحدهم ذكرٌ والآخر أنثى؛ لم يحل له أن يتزوج بها، هذا أرجح الأقوال التي قيلت في ضابط صلة الرحم، وأخذه العلماء من هذا المعنى.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 مراتب الإجماع لابن حزم: (ص 68)، دار الكتب العلمية.
مواد ذات صلة