logo
الرئيسية/مقاطع/هل الأصل في المسلمين العدالة؟

هل الأصل في المسلمين العدالة؟

مشاهدة من الموقع

هذه المقولة: “الأصل في المسلمين العدالة”، يطلقها بعض الناس.

هل الأصل في المسلمين العدالة؟

من أهل العلم من قال: إن الأصل في المسلمين العدالة، وقال: إن هذا هو الأصل في المسلم.

والقول الثاني: إن الأصل في الإنسان عمومًا عدم العدالة؛ لأن الله تعالى خلقه ظلومًا جهولًا، فقال سبحانه: وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72]، فالأصل في الإنسان: الظلم والجهل، وكما قال عز وجل: وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُمْ [الطلاق:2]، وهذا نصٌّ في أن الإسلام غير كافٍ في العدالة، فلو كان الإسلام كافيًا؛ لَمَا قيَّد الشاهدين بقوله: ذَوَي عَدْلٍ، ولقال: أَشهِدوا اثنين منكم، هذا يدل على أن الأصل: عدم العدالة.

وهذا هو الذي عليه عمل قضاة المسلمين من قديمٍ إلى وقتنا هذا، وهو أنهم يطلبون تزكية الشهود، ولو كان الأصل في المسلمين العدالة؛ لما طُلب تزكية الشهود، فعَمَلُ القضاة من عهد النبوة إلى وقتنا هذا: هو أن القاضي عندما يؤتى له بشاهدٍ؛ يطلب تزكية هذا الشاهد؛ لأن الأصل: عدم العدالة، هو يطلب من يُعدِّله، من يزكِّيه.

هذا هو القول الراجح: أن الأصل في الإنسان عدم العدالة، إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72]، وكما يقول أبو الطيب المتنبي: 

والظلم من شِيَم النفوس فإن تجد ذا عفَّةٍ فلِعِلَّةٍ لـم يَظلم[1]

يعني يقول: إن الظلم من شِيَم النفوس، وهذا كما قال الله تعالى عن الإنسان: إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا.

إذنْ هذه المقولة -مقولة “إن الأصل العدالة”- هذه مقولةٌ غير صحيحةٍ، بل الأصل في الإنسان عدم العدالة، والعدالة أمرٌ طارئٌ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 الوساطة بين المتنبي وخصومه للجرجاني: (ص 150)، ط مطبعة عيسى البابي الحلبي.
مواد ذات صلة
zh