logo
الرئيسية/مقاطع/أفضل تعريف للعبادة

أفضل تعريف للعبادة

مشاهدة من الموقع

العبادة تعريفها، من أجود تعريف العبادة هو تعريف الإمام ابن تيمية رحمه الله: أنـها اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة[1].

فهي تشمل الشعائر التعبدية فيما بين العبد وبين ربه، وتشمل كذلك تعامل الإنسان مع الآخرين، فليس للإنسان أن يقول: أنا أُصلِح الشعائر التعبديَّة بيني وبين الله لكن أسيء للآخرين، فإن هذا نقصٌ في فهم العبادة؛ ولذلك جاء في “مسند الإمام أحمد” بسندٍ صحيحٍ عن أبي هريرة  أن النبي ذُكر له عن فلانة أنـها تُكثِر من صلاتـها وصيامها وصدقتها، غير أنـها تؤذي جيرانـها بلسانـها، فقال النبي : هي في النار، وذكر له فلانة ليست بكثيرة صلاةٍ ولا صيامٍ ولا صدقةٍ، غير أن عندها أثوارًا من أَقِطٍ تتصدق بـها أحيانًا، وتحسن لجيرانـها، فقال النبي : هي في الجنة [2].

الأولى اهتمت بالشعائر التعبدية فيما بينها وبين الله: الصلاة والصيام والصدقة، لكنها أساءت في جانب التعامل مع الآخرين، أساءت لجيرانـها، ماذا كانت النتيجة؟ قال النبي : هي في النار.

الثانية كان عندها نوع توازنٍ، يعني: هي أتت بالصلاة والصيام والصدقة، لكنها أقل من الأولى، لكن أيضًا في المقابل عندها إحسانٌ لجيرانـها، فقال النبي : هي في الجنة، وهذا يدل على أهمية العناية بالتعامل مع الآخرين، وأنه قد يكون سببًا لدخول الإنسان النار، أو سببًا لدخوله الجنة، كما في هذا الحديث العظيم.

فليس للإنسان أن يقول: أنا فقط أُحسِن أموري التعبدية فيما بيني وبين الله، لكن أسيء للآخرين، فهذا ربما إساءته للآخرين تقوده إلى النار، كما في هذا الحديث في قصة هذه المرأة.

فالمطلوب من المسلم: هو التوازن، أن يحسن في جانب الشعائر التعبديَّة فيما بينه وبين الله، وأن يحسن أيضًا في تعاملاته مع الآخرين.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 مجموع الفتاوى: (10/ 149).
^2 رواه أحمد: 9675، وابن حبان: 5764.
مواد ذات صلة
zh