الرئيسية/مقاطع/حكم الاستعانة بالجن في تعبير الرؤى
|categories

حكم الاستعانة بالجن في تعبير الرؤى

مشاهدة من الموقع

أما الاستعانة بالجن فهذا لا يجوز؛ لأن الأصل أن الشياطين لا تَخدم الإنسان إلا إذا تقرَّب إليهم بأمورٍ محرمةٍ، هذا هو الأصل، وربما يستدرجونه في البداية، ويزعمون أنهم يتعاونون معه، ثم بعد ذلك يوقعونه في الشرك، وربما يفتتن ويقع في الشرك.

وإن كان ابن تيمية رحمه الله ذكر أنه قد يكون من صالح الجن[1] -يعني: من يتعاون مع بعض المؤمنين- لكن هذه حالاتٌ نادرةٌ، وإلا فالأصل في هؤلاء الكذب، والأصل فيهم أنهم لا يخدمون الإنسان إلا إذا وقع في الشرك وفي الكفر بالله ​​​​​​​، هذا هو الأصل، لا يخدمون الساحر، ولا يخدمون حتى غير الساحر أيضًا، لا يقدمون أي شيءٍ إلا إذا وقع في الشرك والكفر.

ولذلك أنا أنصح بترك هذا: ألا يستعين بالقرين، وهو ليس بحاجةٍ لهذا، الحمد لله، أمامه هذه الرؤيا: إن استطاع أن يعبِّـرها وأن يفك رموزها، وإلا ليس ملزمًا بـهذا، يعني: إذا دخل في هذا المـجال، ودخل في الاستعانة بالقرين، والاستعانة بالجن ونحو ذلك؛ فإنه يدخل هنا في خطورةٍ على دينه، ربما يفتتن، ربما مع مرور الوقت يفتتن، ربما تأمره الشياطين بأمورٍ منكرةٍ، ويتأول فيها فيقع في الشرك والكفر من حيث لا يعلم.

ولذلك -أيها الإخوة- الشرك الذي وقع في الجزيرة العربية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -على ما ذكر المؤرخون- كان سببه الرئيس من الرقاة، كان يأتي رقاةٌ يأمرون من يُعالَج عندهم بأمورٍ محرمةٍ ولـم يُنكَر عليهم؛ فاتسعت الخرافة، واتسع الشرك شيئًا فشيئًا، حتى انتشر الشرك في الجزيرة العربية، إلى أن أتى الله تعالى بالشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وقام بـهذه الدعوة المباركة التي لا زلنا ننعم بآثارها.

الشاهد: أن هذه الشركيات التي وقعت كان سببها الرئيس عن طريق بعض الرقاة؛ ولذلك الذي أنصح به: هو ترك الاستعانة بـهؤلاء؛ لأنـهم لا يخدمون الإنسان إلا إذا قدم تنازلاتٍ في دينه، وربما في البداية يخدعونه، وأنـهم يتعاونون معه، لكنهم يستدرجونه إلى أن يوقعوه في الشرك أو الكفر والعياذ بالله.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 مجموع الفتاوى: (11/ 307).
مواد ذات صلة