الرئيسية/مقاطع/متى تكون عيادة المريض واجبة؟
|categories

متى تكون عيادة المريض واجبة؟

مشاهدة من الموقع

قال:

“وتسنُّ عيادة المريض المسلم”[1].

عيادة المريض مستحبةٌ استحبابًا مؤكدًا، وهي من حق المسلم على المسلم؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: حق المسلم على المسلم خمسٌ، وذكر منها: عيادة المريض [2]، ونُقل الإجماع على ذلك، نقله النووي وغيره، لكن حكاية الإجماع على الاستحباب منتقضةٌ بقول من قال من أهل العلم بالوجوب، وقد بوَّب البخاري في “صحيحه” على ذلك بقوله: “باب وجوب عيادة المريض”، ثم ساق بسنده عن أبي موسى  قال: قال رسول الله : أطعموا الجائع، وعودوا المريض [3]، يعني: هذا أمرٌ، والأصل في الأمر أنه يقتضي الوجوب، وأيضًا ساق بسنده عن البراء : “أمرنا رسول الله بسبعٍ”، وذكر منها: “عيادة المريض” [4].

وقال بعض أهل العلم: إن عيادة المريض في الأصل مستحبةٌ، لكنها قد تجب على الإنسان إذا كان المريض له حقٌّ متأكدٌ عليه؛ كوالديه، ومن تجب صلته من ذوي الأرحام، وهذا هو القول الراجح، إذا كان أبوه مريضًا؛ يجب عليه أن يعوده، إذا كانت أمه مريضةً؛ يجب عليه أن يعودها، وإلا وقع في العقوق، إذا كان أخوه أو أخته، إذا كان أخوه مريضًا؛ يجب عليه أن يعوده، وإذا كانت أخته كذلك، وإلا وقع في قطيعة الرحم، إذا كان عمه أو خاله أو خالته أو عمته، هؤلاء تجب صلتهم، فإذا مرضوا وجب عليه عيادتـهم، أما غيرهم من الناس فتستحب ولا تجب، يعني: لو كان المريض مثلًا جارًا له، أو كان المريض صديقًا، المهم أنه مـمن ليس له عليه حقٌّ واجبٌ، فتستحب عيادته ولا تجب، هذا هو القول الراجح في هذه المسألة.

وعيادة المريض عملٌ صالحٌ عظيمٌ، وقد ورد في فضله قول النبي : من عاد مريضًا؛ لـم يزل في خُرْفَة الجنة حتى يرجع، قيل: وما خُرْفة الجنة؟ قال: جَنَاها [5]، رواه مسلمٌ، وأيضًا في حديث أبي هريرة عن النبي ، قال: إن الله يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضتُ فلم تعدني، فيقول: كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عُدْتَّه؛ لوجدتَّني عنده [6]؛ وهذا يدل على أن عيادة المريض عملٌ صالحٌ عظيمٌ، يؤجر عليه الإنسان، فينبغي لـمن عاد مريضًا أن يحتسب الأجر، وأن يستشعر عظيم الأجر والثواب المرتَّب على عيادة المريض.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 دليل الطالب مرعي الكرمي: (ص 65)، ط دار طيبة.
^2 رواه البخاري: 1240، ومسلم: 2162.
^3 رواه البخاري: 3046.
^4 رواه البخاري: 1239، ومسلم: 2066.
^5 رواه مسلم: 2568.
^6 رواه مسلم: 2569.
مواد ذات صلة