logo
الرئيسية/مقاطع/أهمية حرص المسلم على طلب العلم

أهمية حرص المسلم على طلب العلم

مشاهدة من الموقع

طلب العلم لا يعدله شيءٌ لمن صحت نيته؛ ولهذا قال ربنا سبحانه: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الزمر:9]، فلا يستوي من يعلم ومن لا يعلم.

ولهذا ينبغي أن يحرص المسلم على طلب العلم، وعلى العناية به، مهما انشغل، يجعل من وقته نصيبًا لطلب العلم، لا تشغله مشاغل الدنيا عن طلب العلم، فإن طلب العلم ينير للإنسان أمور دينه، كيف يعبد الله ​​​​​​​؟

وحرصه على طلب العلم علامةٌ على أنه أريدَ به الخير؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين [1].

بعض الناس ما إن ينشغل بأي وظيفةٍ دنيويةٍ أو مشاغل دنيويةٍ إلا ويترك طلب العلم، وتنقطع صلته بالعلم، ويبقى في وقته ما بين عمله ووظيفته، وما بين الأحاديث الجانبية مع الآخرين، من زملاء وأصدقاء وأقارب ونحو ذلك، ويضيع وقته بـهذه الطريقة، الذي ينبغي أن يجعل طلب العلم شيئًا أساسيًّا في وقته، يجعل هذا الدرس مثلًا يعتبره شيئًا أساسيًّا، لا يجعله على الهامش، مهما انشغل، مهما كانت وظيفته شاقةً ومتعبةً، لا يتنازل عن طلب العلم، طلب العلم أمره عظيمٌ، ويعينه على أمور دينه وأمور عبادته، وتقرُّبه إلى ربه سبحانه، إذا انقطعت صلته بالعلم ودروس العلم وحلقات العلم؛ فسيجد أثر هذا على عبادته، وعلى سائر أموره.

ولذلك فالحد الأدنى: أن طالب العلم يحافظ على دروسٍ علميةٍ يحضرها، هذا الحد الأدنى، يحضرها وينتظم فيها؛ لأن بعض الإخوة يحضر درسًا ويغيب درسين، هذا أيضًا لا يستفيد كثيرًا، لا بد من الانتظام والصبر والتحمُّل، وتجعل طلب العلم شيئًا أساسيًّا في حياتك، فالعلم أمره عظيمٌ ولا يعدله شيءٌ، يكفي عند حضورك لحلقات العلم أن تتعرَّض لمغفرة الله سبحانه؛ كما في الحديث الصحيح عن النبي : إن لله ملائكةً سيارةً يلتمسون مجالس الذكر، وفي آخر الحديث أن الله تعالى يقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: إن فيهم فلانًا ليس منهم؛ وإنـما أتى لحاجةٍ وجلس، فيقول الله: هم القوم لا يشقى بـهم جليسهم [2].

لو لـم يكن من حضور الحلقات إلا هذه الفائدة لكفى، فكيف بالفوائد الأخرى من الأجر والثواب، وكذلك أيضًا تحصيل العلم، واستفادة طالب العلم مـما يقال في الدروس وما يلقى فيها؟!

وميزة الدروس والحلقات العلمية: أنـها تَختصر لك الوقت والجهد، فربـما تجد أن بعض المسائل لو قرأتـها في بعض الكتب؛ أشكلت عليك؛ فيها خلافاتٌ كثيرةٌ، وتشعُّبٌ وأقوالٌ، لكن عندما يأتي مُتمرِّسٌ ويلقي هذه المسألة، ويشرحها بأسلوبٍ مبسطٍ؛ يختصر لك الكثير من الوقت ومن الجهد.

ولهذا أقول: إن طلب العلم ينبغي أن يحرص عليه المسلم، وأن يجعله من الأمور الأساسية في حياته.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 71، ومسلم: 1037.
^2 رواه البخاري: 6408، ومسلم: 2689.
مواد ذات صلة
zh