قال أهل العلم: إنَّ خُلف الوعد المذموم الذي هو من خصال المنافقين: هو أن يَعِد ونيَّته ألا يفي، فهذا من خصال المنافقين التي ذكرها النبي في قوله: آية المنافق ثلاثٌ، وذكر منها: إذا وعد أخلف [1].
أما إذا وعد ونيته أن يفي، ثم بدا له عذرٌ، أو تغيـرت قناعته؛ فلا يعتبر هذا من خُلف الوعد المذموم، لكن ينبغي أن يعتذر مـمن وعده، وأن يتلطف معه في العبارة، وأن يبيَّـن له عذره في ذلك، أو قناعته التي تغيـرت، فيتلطف معه في العبارة.
فإذنْ هذا هو خلف الوعد المذموم، أنه يَعِد ونيته ألا يفي، لكن مَن وعد وهو صادقٌ، ونيته أن يفي، لكن حصل له عذرٌ، أو بدا له رأيٌ؛ فلا يعتبر هذا من خلف الوعد المذموم، ومع ذلك ينبغي لمن وعد ونيته أن يفي: أن يَقرِن ذلك بالمشيئة، يقول: إن شاء الله؛ كما قال الله تعالى: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الكهف:24]، فيقرن ذلك بمشيئة الله تعالى.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 33، ومسلم: 59. |
---|