بلغ الحسنَ البصري أن رجلًا اغتابه، فبعث إليه طبقًا من رطبٍ، وقال له: “بلغني أنك أهديت إليَّ حسناتك، فأردت أن أكافئك، واعذرني فإني لا أقدر على أن أكافئك على التمام”[1].
ورَوى البيهقي في “شعب الإيـمان” عن عبدالرحمن بن مهديٍّ قال: “لولا أني أكره أن يُعصى الله؛ لتمنيت أن الناس كلهم اغتابوني، وهل هناك أحسن من أن تُـهدَى إليك حسناتٌ ما عملتها يداك”[2].
ويقول ابن المبارك: “لو كنت مغتابًا أحدًا؛ لاغتبت والديَّ؛ لأنـهما أحق بحسناتي”[3].
وعن جعفر بن محمدٍ قال: “إذا بلغك عن أخيك ما يسوؤك فلا تغتم؛ فإنه إن كان كما يقول؛ كانت عقوبةً عُجِّلت، وإن كان غير ما يقول؛ كانت حسنةً لـم تعملها”[4].
فانظر إلى نظرة السلف لهذه المسائل، ينظرون لها من الناحية الإيجابية، بعض الناس إذا بلغه أن فلانًا تكلم فيه أو اغتابه؛ يغتم ويضيق صدره، انظر كيف ينظر السلف لهذا، يقول: لا تغتم، هذه حسناتٌ أهديت لك، ما عملتها يداك، فلا تغتم.
فعلى المسلم أن يكون عفيف اللسان، وأن يتورَّع عن الإساءة للآخرين.