logo
الرئيسية/مقاطع/كيف يعرف الإنسان أنه محسن أو مسيء؟

كيف يعرف الإنسان أنه محسن أو مسيء؟

مشاهدة من الموقع

النبي أتاه رجلٌ وقال: يا رسول الله، كيف أعرف أني أحسنت أو أسأت؟ يعني: قريبٌ من سؤال الأخ السائل، ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام؟ الحديث في “مسند الإمام أحمد” بسندٍ صحيحٍ، قال النبي : إذا قال جيرانك: أحسنت، فقد أحسنت، وإذا قالوا: أسأت، فقد أسأت [1]

فانظر ماذا يقول عنك الآخرون؟ خاصةً جيرانك ومن حولك، ماذا يقولون عنك؟ هل يقولون: أنت أحسنت، أم أسأت؟ إذا قالوا: إنك أحسنت، وسُـمْعَتك حسنةٌ في المـجتمع الذي تعيش فيه؛ فهذه أمارةٌ -إن شاء الله- على صلاحك، وعلى استقامتك، وعلى حسن نيتك، وإذا كان الناس يقولون عنك: إنك مسيءٌ –طبعًا العبرة بالأغلبية، وإلا فلا يُجمِع الناس على أحدٍ حتى الأنبياء وهم صفوة البشر، بل حتى الرب ، هناك من يعترض على الله ​​​​​​​، ويتكلم عن الله سبحانه، لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة:73]، وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة:64]، لكن كلام معظم الناس، معظم مجتمعك، خاصةً المجتمع القريب، هل يقولون عنك: أحسنت، أو يقولون: أسألت؟ إذا كانوا يقولون عنك: أحسنت، وسـمعتك حسنةٌ؛ فهذه أمارةٌ -إن شاء الله- على أنك على خيرٍ، وأن نيتك حسنةٌ، وسيرتك حسنةٌ، وأما إذا قالوا: أسأت، وأن الرأي العام عنك هو أنك مسيءٌ وغير محسنٍ- فهذه أمارةٌ على أنك أسأت؛ ولهذا قال الإمام مالكٌ لأحد أصحابه: “ما يقول الناس عني؟ قال: منهم المـحب ويُثني، ومنهم من يقدح، قال: لا يزال الناس كذلك، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة على الذم”[2].

يعني: كونه يوجد من يُثني ومن يقدح، هذه طبيعة البشر، لكن تتابع الألسنة على الذم هذه مصيبةٌ؛ لأن هذا قد يكون أن الله تعالى جعل البغضاء لهذا الإنسان، والله تعالى إذا أحب إنسانًا؛ جعل له القبول، وقال للملائكة: أحبوا فلانًا، قال لجبريل : أَحِبَّ فلانًا؛ فإني أحبه، ويقول جبريل للملائكة عليهم السلام: أحبوا فلانًا؛ فإن الله يحبه، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله فلانًا؛ أخبر جبريل ، قال: إني أُبغِض فلانًا فأَبغِضه، فيبغضه جبريل، ثم يقول للملائكة: أَبغِضوا فلانًا، ثم توضع له البغضاء في الأرض [3]، فتتتابع الألسنة على ذمِّه.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه ابن ماجه: 4222، وأحمد: 3808.
^2 حلية الأولياء: لأبي نعيم: (6/ 321)، ط مطبعة السعادة.
^3 رواه مسلم: 2637.
مواد ذات صلة
zh