المشرِّع والشارع هو الله ؛ كما قال سبحانه: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [الشورى:13]، وابن مسعودٍ يقول: “إن الله شرع لنبيكم سنن الهدى” [1]، فالشارع والمشرِّع هو الله .
ويجوز أن يطلَق على النبي أيضًا: شارعٌ، ومُشرِّعٌ؛ باعتبار أنه مبلغٌ عن الله ، فهو شارعٌ شِرْعة تبليغٍ، والفقهاء يطلقون “الشارع” تارةً يريدون به الله ، وتارةً يريدون به النبي عليه الصلاة والسلام.
فيطلق “الشارع” على الله، ويطلق على رسوله ، ولا يجوز أن يطلق على أحدٍ من البشر غير النبي ؛ ولذلك من الأخطاء المشتهِرة، أن يقال: المشرِّع، يقصدون بذلك: الذي يضع الأنظمة، فهذا لا يجوز، ومجلس الوزراء عندنا في المملكة صدر قراره بعدم استعمال كلمة المشرِّع في الأنظمة.
وهذه الألفاظ ينبغي للمسلم أن يعتني بـما يتلفَّظ به، وأن يبتعد عما فيه شبهةٌ، فضلًا عما كان مـمنوعًا شرعًا، والله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا [البقرة:104]؛ لأن رَاعِنَا كان يراد بـها معنًى سيءٌ، كان اليهود يريدون بـها: أنت راعٍ لغنمنا، أو من الرُّعونة، فنهى الله المؤمنين عن أن يستعملوا هذه اللفظة، ما دام أنه يراد بـها معنًى سيئٌ، نـهى الله المؤمنين عن أن يستعملوها، وأن يستبدلوها بكلمةٍ هي بـمعناها، وهي: انظُرْنَا؛ فإن انظُرْنَا هي بـمعنى رَاعِنَا.
وهذا يعطينا فائدةً: وهي أن الإنسان يبتعد عن الألفاظ التي قد توهم معاني سيئةً، ومعاني غير مقبولةٍ.
الحاشية السفلية
^1 | رواه مسلم: 654. |
---|