الإنسان ما دام حيًّا؛ فباب العمل مفتوحٌ، وباب التوبة مفتوحٌ، وبالإمكان أن يَتدارك، لكن عندما يـموت؛ ينقطع باب العمل، وينتقل إلى دار الجزاء والحساب، وجزاء الإنسان يُكتب على أمرين:
- على الأعمال التي عملها في الدنيا.
- وعلى الآثار التي خلَّفها بعده، فإن كانت آثارًا حسنةً؛ كتبت له، وإن كانت آثارًا سيئةً؛ كتبت عليه؛ كما قال الله : إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ [يس:12]، فالإنسان يُكتب له بعد مـماته أمران: ما قدمت يداه، والآثار؛ فإن كانت حسنةً فله، وإن كانت سيئةً فعليه، وكما يدل لهذا قول النبي : من سن في الإسلام سنةً حسنةً؛ فله أجرها وأجر من عمل بـها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنةً سيئةً؛ فعليه وزرها ووزر من عمل بـها إلى القيامة [1].
ومن سن في الإسلام سنةً حسنةً؛ فله أجرها وأجر من عمل بـها إلى يوم القيامة يعني: يُكتب له العمل بـهذه الحسنة والآثار، كذلك من سن في الإسلام سنةً سيئةً؛ يكتب عليه وزرها، وأيضًا تُكتب عليه الآثار.
ولهذا ينبغي أن يجعل المسلم هذه الآية العظيمة نُصْب عينيه: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ [يس:12]، بعض الناس لا يفهم أنه يُكتب له يوم القيامة إلا ما عمل فقط، لا، نقول: نعم، يكتب لك ما عملت، ويكتب لك أو عليك الآثار التي خلَّفتها بعد مـماتك، إن كانت آثارًا حسنةً؛ كتبت لك حسناتٍ، وإن كانت آثارًا سيئةً؛ كتبت عليك سيئاتٍ.
فما أعظم أجر من خلَّف آثارًا حسنةً، تدر عليه حسناتٍ وهو في قبره، وما أعظم حسرة من خلَّف آثارًا سيئةً تزيده ذنوبًا وسيئاتٍ وهو في قبره! فانظر إلى الفرق العظيم بين الحالين.
فاحرص -يا أخي المسلم- على أن يكون لك في هذه الدنيا آثارٌ حسنةٌ.
الحاشية السفلية
^1 | رواه مسلم: 1017. |
---|