الرئيسية/مقاطع/هل تقبل الوصية إذا بلغت الروح الحلقوم؟
|categories

هل تقبل الوصية إذا بلغت الروح الحلقوم؟

مشاهدة من الموقع

وقوله:

لـم يعاين الموت[1].

يعني: لـم تبلغ روحه الحلقوم، فإن عاين الموت؛ لـم تصح وصيته، قالوا: لأن قوله غير معتبرٍ، ونَقَل صاحب “منار السبيل”[2] اتفاق الفقهاء على ذلك، لكن حكاية الاتفاق هذه محل نظرٍ؛ لأن المسألة خلافيةٌ؛ فمن العلماء من قال: تقبل الوصية ما دام أن عقله ثابتٌ، ما المانع؟ حتى لو بلغت الروح الحلقوم، ما المانع من قبول وصيته؟ بشرط أن يكون عقله معه.

وهذا هو القول الراجح: أنـها تقبل، وظاهر السنة يدل لذلك، كما في قول النبي لـما سئل: أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تُـمهِلْ حتى إذا بلغت الروح الحلقوم -وهذا نصٌّ في المسألة- قلت: لفلانٍ كذا، ولفلانٍ كذا، وقد كان لفلانٍ [3].

فهذا الحديث كالنص في المسألة على قبول الوصية عند بلوغ الروح الحلقوم.

فالقول الراجح: أنه تصح الوصية حتى لو بلغت الروح الحلقوم، بشرط أن يكون العقل ثابتًا، لكن الوصية في حال الصحة أفضل.

إنـما الذي لا يُقبل عندما تبلغ الروح الحلقوم: التوبة؛ فإنه إذا بلغت الروح الحلقوم؛ يغلق باب التوبة في وجه الإنسان، لكن بالنسبة للوصية: فالقول الراجح أنـها تصح، ما المانع؟ ليس هناك تلازمٌ بين عدم قبول التوبة وبين قبول الوصية.

وأيضًا يشبه أن يكون إجماعًا عمليًّا، فكثيرٌ من المسلمين عندما يحضره الموت؛ يوصي من حوله بكذا وكذا، وتنفَّذ وصيته، هذا يشبه أن يكون إجماعًا عمليًّا من المسلمين جيلًا بعد جيلٍ، وقرنًا بعد قرنٍ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 دليل الطالب لمرعي الكرمي: (ص 197(، ط دار طيبة.
^2 ينظر: منار السبيل شرح الدليل لابن ضويان: (2/ 34)، ط المكتب الإسلامي.
^3 رواه البخاري: 1419، ومسلم: 1032.
مواد ذات صلة