logo
الرئيسية/مقاطع/هل مدة التعزية محددة بثلاثة أيام؟

هل مدة التعزية محددة بثلاثة أيام؟

مشاهدة من الموقع

وهنا حدد المؤلف التعزية بثلاثة أيامٍ، قالوا: لأنها مدة الإحداد على غير الزوج؛ لقول النبي : لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر تُـحِدَّ على ميِّتٍ فوق ثلاثٍ [1]، متفقٌ عليه، ولأن وقت المصيبة في الغالب يكون في حدود ثلاثة أيامٍ، وبعدها يزول أثر المصيبة أو يخف.

لكن التحديد بابه التوقيف، هذا التحديد يحتاج إلى دليلٍ، وقياسه على الإحداد قياسٌ مع الفارق؛ ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى عدم تحديد وقت التعزية بثلاثة أيامٍ، وأن التعزية مرتبطةٌ بالمصيبة، فما دام أثر المصيبة باقيًا على المصاب؛ فإن تعزيته مستحبةٌ، فإذا زال أثر المصيبة؛ فلا تستحب تعزيته، وهذا هو القول الراجح في المسألة، وهذا يرجع إلى حال المصاب؛ فمثلًا من أصيب في وفاة قريبٍ له أو عزيزٍ بصورةٍ مفاجئةٍ؛ فهذا ربما يبقى أثر المصيبة عليه مدةً طويلةً، خاصةً إذا فقد ابنه أو ابنته، أو أباه أو أمه أو زوجته، فيكون أثر المصيبة طويلًا إذا كان هذا الفقد فجأةً، لكن أحيانًا لا يكون هذا القريب قريبًا مباشرًا، يكون ابن عمٍّ مثلًا له بعيدًا، وربما كان مريضًا أيضًا من قبل؛ فلا يكون أثر المصيبة كبيرًا.

ولذلك فالقول الراجح: أن التعزية لا تحدد بـمدةٍ معينةٍ، ولكن لا يُعزَّى بعد مدةٍ طويلةٍ عرفًا، لا يعزى مثلًا بعد سنةٍ ونحو ذلك من المدد الطويلة، لكن المدة التي يغلب على الظن بقاء أثر المصيبة لا بأس بالتعزية فيها، يعني مثلًا: إنسانٌ عزَّى بعد وفاة الميت بأربعة أيامٍ، بخمسة أيامٍ، لا بأس.

لو كانت المسألة بالعكس: أراد أن يعزِّي قبل دفن الميت، أيضًا لا بأس، بعض العامة يعتقد أن التعزية بعد الدفن، هذا غير صحيحٍ، التعزية مرتبطةٌ بالمصيبة، فالتعزية تكون قبل دفن الميت، وتكون بعد دفن الميت، فما دام أثر المصيبة باقيًا؛ فالتعزية مشروعةٌ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1280، ومسلم: 1486.
مواد ذات صلة
zh