قال:
"واستحب الأكثر تلقينه بعد الدفن"[1].
يعني: بعدما يُدفن يقال: يا فلان، إذا أتاك الملك فقال: من ربك؟ قل: ربي الله، إذا قال: من نبيك؟ قل: نبيي محمدٌ، إذا قال: ما دينك؟ قل: ديني الإسلام.
فيرى المؤلف أنه مستحبٌّ، رُوي في ذلك حديث أبي أمامة [2]، لكنه ضعيفٌ لا يصح، ورُوي من فعل بعض التابعين، وقال ابن تيمية رحمه الله: "الأقوال في هذه المسألة ثلاثةٌ: الكراهة، والاستحباب، والإباحة، وهو أعدل الأقوال"[3].
ولكن العبادات لا تثبت إلا بالتوقيف عن النبي ، فالقول باستحباب ذلك يحتاج إلى دليلٍ ظاهرٍ، أو على الأقل آثار عن الصحابة ، ولـم يرد في هذا شيءٌ عن الصحابة ، وإنـما روي ذلك عن بعض التابعين؛ ولذلك فالأقرب -والله أعلم- أنه غير مشروعٍ؛ لأنه لـم يثبت في ذلك شيءٌ عن النبي ، ولـم يَرِد عن أحدٍ من صحابة النبي .
فالأقرب في تلقين الميت بعد موته: أنه غير مشروعٍ.