logo
الرئيسية/مقاطع/علاج عظيم للهواجس والوساوس في الصلاة يغفل عنه كثير من الناس

علاج عظيم للهواجس والوساوس في الصلاة يغفل عنه كثير من الناس

مشاهدة من الموقع

الهواجس في الصلاة والوساوس يشتكي منها كثيرٌ من الناس.

هناك علاجٌ عظيمٌ يغفل عنه كثيرٌ من الناس: وهو أنه إذا أتته الهواجس والوساوس؛ يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سواءٌ كان في القيام أو في الركوع أو في السجود، أو في أي موضعٍ من مواضع الصلاة.

وقد أرشدنا إلى هذا النبي لـما أتاه عثمان بن أبي العاص  وقال: “يا رسول الله، إن الشيطان قد لبَّس عليَّ صلاتي حتى لا أدري ما أقول”، يعني: وَصَلَت الوساوس معه إلى هذا الدرجة، حتى لا يدري كم صلى، فأرشده النبي عليه الصلاة والسلام، قال: ذاك شيطانٌ يقال له: خِنْزَبٌ، فإذا وجدتَ ذلك فاتفل عن يسارك ثلاثًا، واستعذ بالله منه، قال عثمان: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني [1].

فيا أخي، إذا تسلطت عليك الهواجس والوساوس في الصلاة، فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ تجد أن الوساوس تنقشع عنك تلقائيًّا مباشرةً، ولكن قد يعود الشيطان مرةً أخرى يوسوس لك أيضًا، فإذا عاد ووسوس لك مرةً أخرى؛ قل مرةً أخرى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، حتى ييأس منك.

هذا علاجٌ عظيمٌ يستطيع الإنسان أن يتخلص به من الوساوس التي تـهجم عليه في صلاته؛ لأن هذه الوساوس مصدرها الشيطان، والشيطان يريد أن يصد المصلي عن الخشوع في صلاته؛ لأن الشيطان يعلم عظيم الأجر والثواب المرتب على الخشوع في الصلاة، فيريد أن يحول بين المصلي وبين الخشوع في الصلاة، فيوسوس له حتى يُذكره الأشياء التي قد نسيها وأيس منها، فإذا أتت إليك هذه الوساوس فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ تجد أن هذه الوساوس تنقشع وتذهب عنك مباشرةً. 

الوساوس إذا أتت الإنسان ينبغي له أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، سواءٌ كان داخل الصلاة أو حتى كان خارج الصلاة، أحيانًا الإنسان خارج الصلاة تأتيه وساوس وهواجس تـهجم عليه، فإذا أتتك هذه الوساوس والهواجس فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو: رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ۝وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون:97-98].

وجرِّب هذا، تجد أن هذه الوساوس مباشرةً تذهب عنك وتزول، وتحس بالراحة، وتحس بالطمأنينة، وإذا أتت لك مرةً أخرى قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو: رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ۝وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ، جرِّب هذا من نفسك؛ ستجد راحةً عظيمةً إذا أتيت بالاستعاذة.

هنا في هذا الحديث النبي عليه الصلاة والسلام قال: اتفل عن يسارك ثلاثًا، وتعوذ بالله من الشيطان.

كيف يتفل وهو في الصلاة؟ ثم إذا نفث عن يساره سيلتفت، فما الحكم؟ 

نقول: هذا الالتفات التفاتٌ لحاجةٍ، لا بأس به، فالسنة: أنه إذا أتت الوساوس؛ تلتفت وتنفث ثلاث مراتٍ، ثم تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لكن لو كان الإنسان يصلي مع العامة في المسجد وخشي أن يساء به الظن؛ فإنه يكتفي بالاستعاذة؛ لأنه لو كان مثلًا يصلي وعن يساره أحد الناس، ثم قام ينفث؛ ظنَّ مَن عن يساره أنه يتفل عليه، وهكذا أيضًا الإمام لو فعل ذلك؛ ربـما أنـهم ظنوا به سوءًا، فإذا كان الإنسان مع العامة، ويخشى أن يساء به الظن؛ يترك النفث ويكتفي بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لكن لو كان يصلي وحده، أو مع طلبة علمٍ؛ يلتفت عن يساره قليلًا وينفث ثلاث مراتٍ، ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 2203.
مواد ذات صلة
zh