قال:
ورفع الصوت معها، ولو بالذكر والقرآن[1].
أي: يكره رفع الصوت عند حمل الجنازة، ولو كان ما يُرفع به الصوت من الذكر أو القرآن؛ لحديث أبي هريرة أن النبي قال: لا تتبع الجنازة بصوتٍ ولا نارٍ [2]، أخرجه أحمد وأبو داود، وهذا الحديث ضعيفٌ.
وأيضًا جاء عن قيس بن عَبَّادٍ: “كان أصحاب النبي يكرهون رفع الصوت عند الجنائز، وعند القتال، وعند الذكر” [3]، لكن العمل عليه عند أهل العلم، يعني: هذه وإن كانت الأحاديث الواردة فيها ضعيفةً، لكن عملُ أهل العلم على كراهة رفع الصوت عند الجنازة؛ وذلك لأن رفع الصوت ينافي الأدب المطلوب عند حضور الجنازة؛ من الخضوع والاستكانة، والتذكر والاعتبار.
وبعض الناس في بعض البلدان يرفعون أصواتهم، بعضهم يقرأ القرآن، وبعضهم يأتون حتى بقصائد أثناء حمل الميت، وبعضهم يرفعون أصواتـهم بـ”لا إله إلا الله”، هذا كله خلاف السنة، يكره رفع الصوت، ينبغي لمن يحمل الجنازة أن يحملوها وعليهم السكينة والوقار، والخضوع والاستكانة، ولا يرفعوا أصواتـهم ولو بالقرآن، ولو بالذكر، ولو من باب تذكير الناس، أو نحو ذلك، بعض الناس إذا حملوا الجنازة: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، هذا مكروهٌ، فلا داعي لرفع الصوت، يحملون الجنازة وعليهم الخشوع والخضوع والاستكانة.
