الرئيسية/مقاطع/حال الإنسان في ساعة الاحتضار
|categories

حال الإنسان في ساعة الاحتضار

مشاهدة من الموقع

الإنسان يَعرف مصيره: هل هو من أهل الجنة أو من أهل النار عند ساعة الاحتضار.

فإنه عند ساعة الاحتضار يأتيه ملك الموت لقبض روحه، فإن كان من أهل الجنة؛ يقال له: اخرجي -أيتها الروح الطيبة- إلى رَوْحٍ وريحانٍ، وربٍّ كريـمٍ غير غضبان، فتُسَلُّ روحه من جسده كما تسلُّ القطرة من فِي السقاء، وفي هذه اللحظات الملائكة تنزل عليه وتبشره بالجنة وتطمئنه؛ كما قال ربنا سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ [فصلت:30]، يعني: عند الموت، وتقول لهم: أَلَّا تَخَافُوا؛ لأن الإنسان مقبلٌ على أمورٍ عظيمةٍ وكبيرةٍ؛ فيخاف، هذا الموقف موقفٌ عظيمٌ، وموقفٌ مهيبٌ، وموقفٌ كبيرٌ بالنسبة للإنسان، أَلَّا تَخَافُوا يعني: مـما أمامكم، وَلا تَحْزَنُوا يعني: على ما خلَّفتم من مالٍ وأهلٍ، ونحو ذلك، فالله يخلفكم فيها؛ لأن الإنسان أيضًا عند وفاته يحزن على أهله، يحزن على أولاده، يحزن على أمواله، يحزن على ثروته التي جمعها طيلة حياته، فالملائكة تقول: أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا، ثم تبشرهم البشارة العظيمة: وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ۝نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ [فصلت:30-31].

أما إن كان من أهل النار -نسأل الله العافية- فالملائكة تقول: اخرجي أيتها الروح الخبيثة، فترتد الروح في الجسد، لا تريد أن تخرج، فتنتزعها الملائكة انتزاعًا؛ كما قال ربنا سبحانه: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا [النازعات:1]، ثم تأخذها الملائكة، وتبشر صاحب هذه الروح بعذاب الله تعالى وبناره وسخطه.

إذنْ الذي يقبض الروح هو ملك الموت، ثم الملائكة تأخذ هذه الروح منه، وقبل ذلك -يعني عند الاحتضار- تبشر الملائكة المؤمن بالجنة، وتبشر الكافر بالنار.

مواد ذات صلة