بيَّن المؤلف صيغة التعزية فقال:
“فيقال له: أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك”[1].
وهذا قد جاء في حديثٍ -لكنه ضعيفٌ- أن النبي عزَّى رجلًا فقال: يرحمه الله ويأجرك [2]؛ وعلى هذا: فالتعزية لـم يثبت فيها لفظٌ معيـنٌ عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن قال أهل العلم: إن أحسن ما يقال في التعزية: هو قول النبي لابنته عند وفاة ابنها: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمًّى، فلتصبر ولتحتسب [3]، قالها لابنته، فإذا أردت أن تعزي أحدًا؛ فالأفضل أن تقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمًّى، فاصبر واحتسب، ولا بأس أن تقول: أحسن الله عزاءك، أو أعظم الله أجرك، أو نحو ذلك من العبارات.
قال النووي رحمه الله: “وأحسن ما يُعزَّى به..”[4]، ثم ذكر الحديث السابق: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى..، فالأمر في هذا واسعٌ، يؤتى بعباراتٍ مناسبةٍ للمقام؛ كـ: أحسن الله عزاءك، جبر مصابك، غفر لميتك، أو: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، ونحو ذلك من العبارات.
ويقول هو: استجاب الله دعاءك، ورحمنا وإياك.
هذا جواب المصاب، والأمر في هذا واسعٌ، ولكن الأفضل هو أن يقول ما ذكرنا، وأن يجيبه بأي عبارةٍ يرى أنـها مناسبةٌ؛ كأن يقول: استجاب الله دعاءك، أو يقول: جزاك الله خيرًا، أو نحو ذلك.