logo
الرئيسية/مقاطع/خطورة الصد عن سبيل الله وتزهيد الناس في عمل الخير

خطورة الصد عن سبيل الله وتزهيد الناس في عمل الخير

مشاهدة من الموقع

الصد عن سبيل الله، ذكره الله تعالى في القرآن الكريم عن أقوامٍ وعن أناسٍ من البشر، أنهم لا يكتفون بالضلال الذي هم فيه، بل يصدون الناس عن سبيل الله وعن طريق الخير وعن الطاعات، ويؤزون الناس للوقوع في المعاصي ومبارزة الله ​​​​​​​ بالإثـم والمعصية.

وهذا الصد عن سبيل الله قد يكون حتى من بعض المنتسبين للعلم والدعوة، يَظهر عليه آثار الصلاح، لكنه يصد بأفعاله وأقواله عن سبيل الله، وهذا ذكره الله عن أحبار اليهود ورهبان النصارى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ، والأحبار: هم علماء اليهود، وَالرُّهْبَانِ: وهم علماء النصارى، لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:34]، وهذا ذكره الله تعالى عنهم؛ ليَحذر من ذلك علماء المسلمين، فقد وُصف هؤلاء بأكل أموال الناس، يعني: يأكلون الدنيا بالدين، وهذه من أخس الصفات لدى الإنسان: أن يأكل الدنيا بالدين، يُظهر الدين والصلاح، ويتمسَّح به؛ لأجل أن ينال حظوظًا دنيويةً عاجلةً، ولا يكتفون أيضًا بأكل الدنيا بالدين، بل يصدون الناس عن اتباع الحق، ويُلبِّسون الحق بالباطل، ويظهرون أنـهم يدعون إلى الخير، وهم دعاةٌ إلى الشر ودعاةٌ إلى النار.

وصور الصد عن سبيل الله كثيرةٌ؛ منها:

  • التزهيد في عمل الخير، تجد بعض الناس عنده تزهيدٌ في عمل الطاعات وفي عمل الخير، وبعض الناس قد يقع في هذا التزهيد أحيانًا من غير قصدٍ، يزهِّد الناس في عملٍ من الأعمال، يكفي مـجرد التشكيك في هذا العمل، فهناك من يزهد الناس مثلًا في صلاة الجماعة في المسجد، وهناك من يزهد المرأة المسلمة في الحجاب وفي الحشمة وفي التستُّـر، وهناك من يزهد الناس مثلًا في صيام النوافل، وهناك من يزهد الناس في تفطير الصائمين مثلًا، وهناك من يزهد الناس في الصدقات والبذل، أو أنه يشكك، وأن من تعطونه الصدقات هؤلاء محتالون، إلى غير ذلك، فهذه صورةٌ من صور الصد عن سبيل الله. 
  • ومن صور الصد عن سبيل الله: تـهوين المنكرات، إذا كان منكرٌ ورد فيه الوعيد؛ يُهوِّن من شأنه، وربـما شكك في الوعيد الوارد، أو بيَّـن أن الوعيد ليس كبيرًا، ونحو ذلك، مثلًا: ترك الجماعة في المسجد، يهوِّن من هذا الأمر، ويقول: المسألة فيها خلافٌ، فيها كذا، مثلًا: النَّمْص بالنسبة للمرأة، يهون من هذه المسألة ويقول: النمص هو..، المرأة تتزين لزوجها، ومن هذا القبيل، فتهوين المنكرات هو نوعٌ أيضًا من الصد عن سبيل الله.
  • ومن صور الصد عن سبيل الله: تشويه علماء ودعاة الشريعة، والتشكيك فيهم، والطعن فيهم، هذا نوعٌ من الصد عن سبيل الله ، أن يشكك في علماء الشريعة ويطعن فيهم، وتُلفَّق لـهم التهم الباطلة، ويشكك في نواياهم وفي مآربـهم، ونحو ذلك، أو يؤخذ ما يظن أنه أخطاءٌ وتضخَّم وينفخ فيها، هذا نوعٌ من الصد عن سبيل الله .

فالصد عن سبيل الله تعالى -كما ذكره الله تعالى- من أوصاف علماء السوء، ومن أوصاف الكفرة أيضًا: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الحج:25]، وأيضًا من أوصاف المنافقين.

فينبغي للمسلم أن يكون داعيةً إلى الخير، بعيدًا عن الصد عن الخير وعن طرق الخير، وأن يحذر مـما حذرنا الله تعالى منه، وهو ما وقع فيه بعض أحبار اليهود ورهبان النصارى من الصد عن سبيل الله، والله تعالى لـم يذكر هذا عن جميعهم، وإنـما عن كثيرٍ منهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:34].

مواد ذات صلة
zh