الرئيسية/مقاطع/أهمية المبادرة إلى كتابة الوصية
|categories

أهمية المبادرة إلى كتابة الوصية

مشاهدة من الموقع

هنا أرشد النبي إلى كتابة الوصية [1].

ولذلك أقول: كثيرٌ من الناس ينوي أن يوصي، وينوي أن يوقف أوقافًا، ولكنه بسبب الكسل والتواني يتأخر حتى يفجأه الموت أو يفجأه مرض الموت فيندم ندمًا عظيمًا، ومن لـم ينفع نفسه وهو حيٌّ؛ فلا ينتظر من ورثته أن ينفعوه بعد مـماته.

أذكر أن رجلًا أتى إليَّ وطلب أن أكتب عقارًا وقفًا أو وصيةً، فقلت له: لعلك تأتي بصورة صك العقار؛ حتى نذكر البيانات فيما يُكتب، فوعد أن يأتي بصورة الصك، وكل يومٍ: غدًا، وكل يومٍ: غدًا، حتى بغته الموت، ويقول من حضر وفاته: إنه كان يريد أن يتكلم ويقول لمن حوله شيئًا ولـم يستطع، فقلت لهم: يغلب على الظن -والله أعلم- أنه يريد أن يقول لكم: إني أريد أن أوصي، أو أن أوقف، فارجعوا لفلانٍ سيخبركم بـما يريد، لكن لـم يستطيع أن يتكلم، فذهبت لأولاده وعزيتهم، وكتبت لهم خطابًا، بأن والدكم كان يريد كذا وكذا وكذا، وهذا غير لازمٍ شرعًا لكم، لكن من البر به أن تنفذوا ذلك، فأجمعوا وقتها كلهم على أن ينفذوا ما أوصى به، ثم بلغني بعد ذلك أنـهم تراجعوا ولـم ينفذوا شيئًا.

فلذلك: ينبغي أن يبادر من كان يريد أن يوصي أو أن يُوقف، أن يبادر الآن وليس غدًا، أن يبادر بكتابة وصيته، أو أن يوقف ما أراد أن يوقفه.

وبعض الناس يقول: أخشى أني أكتب وصيةً وأحتاج في المستقبل، أقول: الوصية لا تلزم إلا بالموت، بإمكانك أن تكتب الوصية الآن، ومتى ما أردت أن تلغيها؛ فإنه يجوز لك أن تلغيها، أن تشطبها، أن تبدل، أن تعدل عليها؛ لأنـها لا تلزم إلا بالموت، فلا يضرك أن تكتب الوصية الآن، اكتب وصيتك الآن، ومتى ما أردت أن تشطبها، أو أن تُعدِّل، أو أن تُبدِّل؛ فالأمر لك؛ لأنـها لا تلزم إلا بالموت.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 2738، ومسلم: 1627.
مواد ذات صلة